المهرجانات الصيفية قادمة ومقاعد مديريها شاغرة: ماذا وراء تأخر تعيينات مديري المهرجانات؟

أشهر معدودة تفصلنا عن موعد المهرجانات الصيفية ولا تزال مقاعد جلّ مديري هذه التظاهرات الكبرى شاغرة ولا يزال قرار تسمية أصحابها قيد الانتظار...في الوقت الذي يتسم فيه تسيير المناسبات الثقافية الهامة بالارتجال في البرمجة والاستعجال في هندسة الأجندا تعللا بضيق الوقت

وتأخر صرف الميزانية والتعطيلات الإدارية ... والنتيجة خسارة الرهان بأن تكون الثقافة وجها مضيئا في التسويق لصورة تونس وإشعاعها...

في الوقت الذي تشرع فيه المهرجانات الكبرى في بلدان الجوار في برمجة العروض وإمضاء العقود مع النجوم من «الحجم الثقيل» قبل أشهر طويلة من الانطلاق وحتى قبل سنوات... لا يزال العرف الدارج في بلادنا إعلان التسميات في اللحظة الأخيرة ووضع برمجة «عشوائية « وعلى عجل!

أيام قرطاج السينمائية والمسرحية تنطلق والمهرجانات الصيفية تنتظر !
مقابل التأخير في إعلان قرار تسمية مدراء المهرجانات الصيفية على غرار مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان الحمامات الدولي...حسمت وزيرة الثقافة سنيا مبارك الأمر بخصوص أسماء مديري كل من أيام قرطاج السينمائية وأيام قرطاج المسرحية وقد أصبحت لهاتين التظاهرتين مواعيد سنوية قارة. وقد جاء قرار الوزيرة بالإبقاء على المسرحي لسعد الجموسي مديرا لأيام قرطاج المسرحية وعلى السينمائي إبراهيم اللطيف مديرا لأيام قرطاج السينمائية. وقد شرع مدير الدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية إبراهيم اللطيف في الإعداد لدورة 2016 التي ستنتظم من 28 أكتوبر الى 5 نوفمبر القادمين، إذ أعلن عن فتح باب المشاركة للأفلام التونسية والأجنبية بداية من غرّة مارس المقبل.

هل في تعيين مديري المهرجانات الكبرى «ترضية» سياسية؟
قبل طلب الإعفاء من مهامها على رأس وزارة الثقافة، رشحت الوزيرة السابقة لطيفة الأخضر الكاتب والجامعي «عبد الحليم المسعودي» لاستلام مهمة إدارة المركز الثقافي الدولي بالحمامات وبالتالي الإشراف على إدارة الدورة 52 من مهرجان الحمامات الدولي بعد استقالة المدير السابق كمال الفرجاني. إلا أن هذا مقترح قُوبل بالرفض من قبل رئاسة الحكومة مما جعل البعض يشير إلى أن «استبعاد الدكتور عبد الحليم المسعودي من إدارة مهرجان الحمامات يكشف عن رغبة الحكومة في إقصاء الوجوه اليسارية من المناصب الثقافية..».
وكان الكاتب عبد الحليم المسعودي قد صرّح لـ»المغرب» بجهله للأسباب الحقيقية التي تقف وراء رفض الحكومة المصادقة على مقترح وزارة الثقافة بخصوص تعيينه على رأس المركز الثقافي الدولي بالحمامات، قائلا :»حقيقة أجهل دواعي عدم استجابة الحكومة لمقترح وزيرة الثقافة بتعييني مديرا للمركز الثقافي بالحمامات، كما لا أتهم أي طرف كان بالوقوف وراء عرقلة المصادقة على مقترح وزارة الثقافة...»

وأمام رفض الحكومة لهذا المقترح، كلفت وزارة الثقافة المستشار الثقافي شاكر الشيحي بتسيير المركز الثقافي بالحمامات بصفة مؤقتة إلى حين تعيين مدير عام جديد لهذه المؤسسة الثقافية. وهو ما لا يزال قيد الانتظار!
أما بخصوص هوية مدير مهرجان قرطاج الدولي في دورته 52 فلا تزال تفاصيلها مجهولة ، حيث لم يصدر عن وزارة الثقافة إلى حد الآن أي ترشيح رسمي لأي اسم من الأسماء لاحتلال هذا المنصب الشاغر.

«المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات...» على الخط
على خلفية مطالبة بضرورة مراجعة السياسة المتبعة في مجال تسيير المهرجانات والتظاهرات الثقافية والمناداة بإحكام تنظيمها على المستويين البشري والمادي والدعوة إلى إعداد تصنيفات واضحة ودقيقة لمختلف المحافل الفنية، تم بعث المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية لتتولى على وجه الخصوص السهر على تنظيم مهرجان قرطاج الدولي وأيام قرطاج المسرحية ومعرض تونس الدولي للكتاب وأيام قرطاج الموسيقية... إضافة إلى كل التظاهرات الثقافية والفنية التي تكلفها بها وزارة الثقافة وتهدف المؤسسة إلى تطوير طرق التصرف في المهرجانات والتظاهرات الثقافية من حيث البرمجة وحسن التنفيذ وصيغ التمويل والتسويق والاتصال وأساليب إدارة الموارد البشرية والتقنية والمالية المخصصة لها وآليات المتابعة والتقييم، بما يمكّن من تكريس قواعد التصرف السليم في هذا الميدان والارتقاء بأدائه من مختلف النواحي الثقافية والفنية والتقنية والإدارية والمالية ومن ترسيخ اللامركزية الثقافية... وفي موفى شهر نوفمبر الفارط تم تعيين المستشار الثقافي «لسعد سعيد» مديرا عاما للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية.لكن هذه المؤسسة غير قادرة على وضع البرمجة ورسم التصورات الفنية والتعاقد مع الضيوف ... بدلا عن مديري المهرجانات الذين لم يتم تعيينهم بعد!

وزيرة الثقافة سنيا مبارك ترجئ التعيين إلى حين..؟
في دورتين متلاحقتين، أشرفت وزيرة الثقافة الحالية سنيا مبارك على إدارة مهرجان قرطاج الدولي في دورتيه 50 و51، ودافعت عن الانتقادات الموجهة للبرمجة بضيق الوقت البيروقراطية الإدارية المعرقلة لطموحات وضع برمجة محكمة التنظيم ومختارة العروض. واليوم وقد أصبحت وزيرة للثقافة، كانت سنيا مبارك قد صرحت في حوار لـ«المغرب» بخصوص التأخير في تعيين مديري المهرجانات الصيفية بما يلي: «لم يمض على تسلمي لمقاليد الوزارة وقت طويل وتتجاذبني اهتمامات كثيرة وأولويات عاجلة، لكن قريبا سنعلن عن أسماء مديري المهرجانات الصيفية والتظاهرات الثقافية ولن يتأخر هذا القرار كثيرا...».

وأمام تسارع الأيام وتلاحق الساعات، تبدو المهمة العسيرة أمام المديرين الجدد للمهرجانات الصيفية على غرار قرطاج والحمامات... بسبب ضيق الوقت وتأخر قرار التعيين الذي أصبح ضربا من ضروب «الأحجية» وكأن بلادنا تفتقر للكفاءات القادرة على تسيير مهرجان فنّي؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115