أثر التصوُّف والرحلة في توطيد العلاقات بين دول شمال أفريقيا ومنطقة الساحل الأفريقي.
ويؤكّد مؤلّف الكتاب، في تقديم هذا الإصدار، أنّ المصادر التاريخية ومتتبّعي الروابط الحضارية بين بلاد المغارب ومنطقة الساحل الأفريقي، لا يختلفون على الدور المهم الذي يقوم به عامل الجوار في بلورة علاقات متعدّدة بين المنطقتين، فسحت المجال أمام حركية واسعة للأفراد والجماعات، من سماتها شيوع ظاهرة الترحال بين الأقطار المغاربية فيما بينها، ومع بلدان الساحل الأفريقي أيضا، ممّا ساعد في نسج علاقات متشعّبة، كان لطلبة العلم والعلماء، ووحدة المذهب، والطرق الصُّوفية دور كبير في ذلك النسيج، إذ إنّ هذه الأخيرة (الطرق الصُّوفية) -وبفضل نشاط شيوخها وزواياها المنتشرة في المنطقتين المغاربية وبلاد الساحل الأفريقي- قامت بأدوار متنوّعة، ونجحت بذلك في ضمّ عدد من الأتباع من مختلف بلدان المنطقتين، وإنشاء الزوايا للقيام بنشاطها الدعوي الذي تعدّى حدود البلدان والمناطق. وقد تمّ ذلك عن طريق الصحراء الأفريقية التي لم تكن عامل انفصال، بقدر ما كانت حلقة وصل بين المناطق الواقعة في شمالها، والمناطق الواقعة جنوبها في الساحل الأفريقي.
1 pièce jointe
• Analyse effectuée par Gmail