في رحلة ممتعة من جبال إيطاليا المشمسة إلى مناجم فحم بلجيكا السوداء.
يمثل عنوان الرواية اسم رجل جاء إلى بلجيكا غداة اتفاقات الفحم الموقعة بين روما وبروكسل، حيث كانت بلجيكا الخارجة من الحرب بحاجة ماسة إلى اليد العاملة وكانت إيطاليا خزانا غزيرا لها.
ومنحت الاتفاقات الموقعة بين البلدين نفاذا تفضيليا إلى الفحم المستخرج من بلجيكا إلى الطرف الإيطالي الذي يبعث برجاله لاستغلال المناجم المجاورة، وعبر أعين كليو، حفيدة دوناتو، تسعى الرواية إلى سد النقص الناجم عن صمت عامل المناجم الإيطالي من خلال دراسة تتبع حياة جدها التي لم يكشف عنها أبدا.
وتناقش الكاتبة في روايتها موضوعا غنيا ومعقدا؛ وأكدت في هذا السياق أن اختيارها وقع على هذا الموضوع انطلاقا من اهتمامها بهذا الجزء من التاريخ البلجيكي والنقص الحاصل في ثقافة الناس بشأنه.
وأضافت أن "دوناتو"، رغم أنه أنهى عمره وبعض عمله في مناجم الفحم البلجيكية، إلا أنه قضى معظم الجزء المثير من حياته في مسقط رأسه، موضحة أنها أرادت، ولو بشكل ساذج، ذكر مكان شعر فيه الرجل بالسعادة.
وهكذا فإن القارئ سيجد نفسه في البلد الأصلي لـ "دوناتو" حيث الشمس الدافئة والمناظر الخلابة التي أبرزتها المؤلفة من خلال وصف دقيق وجذاب، أما الجزء الأخير من الرواية، فيجري في بلجيكا ويسعى لوصف الأحداث بطريقة مختلفة.