والتي يعتبرها النقَّاد رائعته الخالدة (The Masterpiece) وواحدة من الروائع الأدبية النادرة في عصرنا. وهي تترجم للمرة الأولى إلى اللغة العربية، لتأتي تحت عنوان : نار الله، وبترجمة مباشرة عن اللغة الألمانية بيد المترجم كاميران حوج.
وجاء في القدس العربي :كتب كانيتي روايته هذه بين عامي 1929 و 1931. لكنّه لم ينشرها اقتداءً برأي معلّمه كارل كراوس (1874 – 1936) الذي يرى أن على العمل الفني أن ينضج بعد الانتهاء من كتابته حتى يُنشر. ويقول كانيتي في كتابه (ضمير الكلام، منشورات المتوسط): “كانت مخطوطة الرواية التي ركّزتُ عليها جهدي وانهيتها خلال عام واحد تحمل عنوان “كانط يحترق”. ظلت المخطوطة عندي أربعة أعوام تحت هذا العنوان، وعندما تقرّر نشرها عام 1935 أعطيتها العنوان الذي تحمله مذّاك”. كان كانيتي قد خطّط لكتابة ثمانية أعمال ضمن (الكوميديا الإنسانية عن المجانين).
وتتمحور هذه الرواية، حول الشخصية الغريبة لمَهوُوس القراءة البروفيسور كين، “أعظم علماء الصينيات”، الذي يحتقر الأساتذة الأكاديميِّيْن، ويعتبر أن التواصل مع العالم لا لزوم له ما دام أنه توجد الكُتُب، لذا يعيش منعزلاً في بيته مع آلاف الكُتُب ولأجلها؛ لكن التفاهة البشرية تتمكَّن من التسلُّل إلى بيته، وإحكام قبضتها عليه، وتقليص وجوده، وحَشْره في غرفة صغيرة مع كُتُبه، ودَفْعه للتواصل مع العالم، والذي سرعان ما سينهشه ويُنكِّل به، وكأن الحياة تنتقم منه انتقاماً شرساً، وهو يحاول أن يُراوغَها بالدقَّة والعناية أنفسهما التي يُفسِّر فيها نصَّاً قديماً...