والتي تتصل بعلاقته مع محيطه، والشروخ الاجتماعية التي تحول بينه وبين تحقيق أحلامه.
ومهَّد المؤلف للتشابكات التي تنطوي عليها الرواية الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" بنصّ يخاطب العقل الباطن ويمكن للقارئ تفسيره استنادًا إلى خبرته ورؤيته الشخصية للأحداث: "أَطَلَّ من نافذةِ سماءٍ مكسورة، مُحاولًا نثرَ ضوئهِ على مفازةٍ جرداءَ لا أصلَ لها ولا قعرَ تُعرفُ لَهُ نهايةٌ بين أخاديدِ تلك اللَّئيمة، كَراعٍ حَبَسَ أغنامهُ عن الماءِ وجلسَ مُنتَظراً لِيَسمعَ صوت سُقوطِ حَجَرٍ أُلقيَ في بئرٍ قبلَ أن يصِلَ إليهِ فمات، حَركَةٌ ما أخذت مكانها في ساعتهِ الزَّمنية، ولكنَّه عجِزَ عنْ تعريف ماهيَّتها؛ أكانت شروعًا في نومٍ أم رغبةً في صحوٍ لم يحدث مذْ كان في هذه الدُّنيا وحيدًا؟".
يبين زعاترة في هذا النص ملامح الشخصية الرئيسة في الرواية، بعزوها إلى صميم الواقع الذي تعالجه؛ فالبطل "هو الشَّابُّ العربي الطَّامح للتغيير، غير راضٍ عنْ واقعه وواقع أمَّته، إذ تنحرفُ بوصلتهُ عن العملِ والبناء عندما يصطدمُ بأمراض المجتمع من كِبْرٍ وحسدٍ وغيرةٍ ضارَّة".