الممثل التلفزي والمسرحي حسام الساحلي تحدث لـ«المغرب» عن دوره في مسلسل «الاكابر» وموقفه من المشهد الثقافي وعلق على بعض المشاكل منها الدعم و انعدام التظاهرات و»فشل» وزيرة الثقافة.
• مسلسل «الاكابر» وشخصية مختلفة كيف تقيمها؟
«صابر» في الاكابر دور مختلف تمام الاختلاف عما قدمته سابقا فلأول مرة اقدم شخصية سلبية، وهي شخصية جد صعبة شخصية بها روتين تقوم على رود الافعال فقط وتلك لصعوبتها إذ لا وجود لتحولات في الشخصية.
• الاكابر كنت من كاتبي النص ايضا؟
انطلاقا من سيناريو اصلي لمحمد عزيز هوام اعدنا كتابة الحوار كاملا مع المحافظة على مقترحات الشخصيات التي و ضعها صاحب النص الاصلي حافظنا على قصة الانتقام ولكن اعدنا صياغة سيناريو جديد سميناه الاكابر.
• «الأكابر» نجح كتجربة ماذا تضيف للدراما التونسية؟
نقطة الانطلاق الاولى كانت تقديم مسلسل لا يلتزم بالواقع اليومي والأحداث السياسية والاجتماعية في تونس، في الاكابر اردنا انجاز الدراما ، المبنية على الصراع و التشويق والزمان والمكان، عمل احداثه يمكن ان تقع في تونس في فرنسا في ايران او اي مكان ، وتحاكي مشاكل الأثرياء يبحث في مشكلة طبقة معينة التي نراها من الخارج، والأكابر دخل الى جزئياتهم ومشاكلهم ومايعيشونة «يا مزين من بره»، ازماتهم هم لا يعيشون في سعادة كما يقول المثل «المال لا يصنع السعادة». في المقابل يمكن ان تكون بسيطا وسعيدا وتلك هي الرسالة من ا لعمل أيضا.
• يا حسرة على «رمضان زمان» ويا حسرة «عالخطاب عالباب» كلمة قيلت كثيرا لماذا كل هذا النقد لدراما 2016؟
«الخطاب عالباب» تجربة فريدة لا يمكن ان تعاد، «الخطاب عالباب» لا يقوم على مقاييس الدراما هو المسلسل الوحيد الذي لايوجد فيه مشكل او صراع أو خرافة، تصوير لواقع بطريقة جديدة ، قوة صلاح الدين الصيد في نحت الشخصيات واختيار الممثلين لأدائها ، لكن المسلسل به حنين والتونسي شاهد حياته اليومية مصورة بطريقة جميلة لذلك لقي اقبالا كبيرا، و ربما اليوم لو اعيدت التجربة يمكن ان تفشل، وصفة سحرية نجحت مرة واحدة.
• هل يمكن القول ان الاكابر ظلمه الريسك؟
ممكن، لكن ربما ظلمته حنبعل ايضا لأنها في السنوات السابقة لم تقدم مادة رمضانية دسمة تشد الانتباه من نجوم الليل2 لم تقدم حنبعل مسلسلا لذلك ربما عزف المشاهد على حنبعل هذا العام والعام الفارط ايضا؟
• هل شاهدت اعمل رمضان 2016 ماتعليقك؟
هناك مجموعة من الاعمال لقيت اعجابي منها «بوليس حالة عادية2» و«أولاد مفيدة» رغم الانتقاد، هناك اعمال يمكن مناقشتها فأولاد مفيدة في البداية كان المشروع موجها في سياق واحد «اولاد مفيدة» ولكن هذا العام تعددت المواضيع و تشابكت لحد أن أصبح يشبه «مكتوب» فأضاع خصوصيته.
• ووردة وكتاب؟
لم يعجبني، وسبق وأن قلت أن المسلسل قدّم في 2013 للتلفزة الى اللجنة ورفض النص (نتحدى شكون يقول ماترفضش) اتذكر ان اللجنة مكونة من 10 اشخاص وحينها تم قبول يوميات امرأة والزوجة الخامسة ولا اعر ف بأي قدرة عاد المسلسل و»تخدم» دون ان تقرأه اللجنة او توافق عليه، كيف انجز المسلسل ما ملابسات انتاجه اسئلة تطرح ومن حقي كمواطن تونسي في الاعلام العمومي أن أطالب واسأل لان التلفزة ملك عمومي.
ثم كيف تم اختيار المخرج «يهديكم» التلفزة الوطنية بها كفاءات قادرة على اخراج اجمل المسلسلات، لم تقدّمون اخراج مسلسل مكلف لمخرج سيحال على التقاعد هذا مسلسل وليس بتكريم، فالمخرج هو من يختار المصورين والكاميرامان وليس الادارة والفرق واضح في الصورة بين دراما «اولاد مفيدة» ودراما «وردة وكتاب»، ولا ألوم الممثلين لانهم بذلوا مجهودا، ولا يمكن أن تسأله «شبيك خدمت» لان الممثل ينتظر فرصته ليعمل حتى يعيش.
وأضيف أن العدد الضخم من الممثلين ليس نقطة قوة للعمل بل نقطة ضعف لأنه يدل على ضعف في الكتابة، والكتابة بيد واحدة وفكر واحد لا يقدم نص درامي جميل بل الكتابة الجماعية في اطار الورشات هي الافضل لأنها تشابك مجموعة من الاراء والأفكار والصياغات كل حسب اختصاصه حينها ستخلق مادة درامية تماما كما عملت ومحمد علي دمق على سيناريو الاكابر نختلف كثيرا ولكن في النهاية تقدم مادة محترمة.
• المشهد الثقافي في تونس، فراغ كبير؟ نقص في الدعم ؟ دور الثقافة بعضها لا يعمل؟ اضرابات النقابة؟ ماتعليقك؟
فراغ طبيعي لأنه لم يحدث تغيير في المنظومة الثقافية او السياسة الثقافية في تونس بعد الثورة ، نبني على القديم وبالسلبي، اليوم هناك تغول لنقابات مؤسسات العمل الثقافي، لست ضد مطالبهم ولكن «اخدم وطالب»، لماذا يغلقون المؤسسات وهي مغلقة فنيا وتفتقر للعديد من اليات العمل، وما اثار استغرابي صمت سلطة الاشراف لم تحرك ساكنا وكأن الثقافة لا تعنيها كل مرة تثبت هذه الحكومات أن الثقافة لا تعنيها نسوق مثل حين يغلق مستشفى يتحرك الجميع، حين يغلق معهد كذلك اما حين اغلقت دور الثقافة فالكل صمت، فلمَ توجد وزارة الثقافة من الاساس ؟
الحديث عن الثقافة موجع، لا وجود لتظاهرات ولا انشطة فقط «موظفين يحصلون على رواتبهم» هي وزارة الرواتب فقط «اخلصوا وهانا نتفرجوا»، وزارة الثقافة اصبحت كارثة بما للكلمة من معنى.
• هل هناك حلّ؟
الثقافة ليست عروضا ولا دعما الثقافة تكوين، لنا مشكلة ومعضلة في التكوين والحل هو تظافر الجهود لتكوين المكونين في رياض الاطفال و المعلمين وتكوينهم خاصة مسرحيا لأن المسرح هو أكثر الفنون مقاومة وبالمسرح يمكن ان تحمي الصغير من عدة اخطار وتعلمه ابجديات الحياة والمواطنة.
فشخصيا أتعامل مع تلامذتي كما زملائي لأننا ننجز اغلب الدروس في الساحة ونحن نقوم بحملة نظافة أو نزين المعهد وغيرها من الاشكال التعبيرية التي تعلم الصغير حب الفضاء والمسرح.
وأقولها بفخر اننّا اساتذة المسرح ننحت في الصخر ونقاوم بأبسط الاليات ونحاول تقديم الافضل واعتقد ان التظاهرات الثقافية كتلك التي قدمت في طبربة شاهدة على اهمية اساتذة المسرح في المؤسسات التربوية واثبتنا انه يمكننا انجاز افضل التظاهرات دون امكانيات مادية، الثقافة تتطلب ارادة اولا ثم حبها ثانيا والإيمان بما تقدم ثالثا ثم المال.
والناشئة هي المستقبل، فانجاز عمل في فضاء مغلق لا يقاوم الإرهاب فالثقافة هي اكتساح الفضاءات العامة و خروجه من الفضاءات المغلقة، الثقافة الحق ما يقدمه صالح حمودة مثلا حين اكتسح حي شعبي وجعل اطفال الحي اشرس المدافعين عن الثقافة نحن في مرحلة وجب ان يتجند فيها كل المسرحيين والمبدعين للخروج بإعمالهم من الفضاءات المغلقة والاقتراب اكثر للمواطن.
• هل تساند وزير التربية حين قال انهم يريدون تعميم الاندية الثقافية على المؤسسات؟ وهل هناك القدرة على ذلك؟
نعم اساند نشر الثقافة في المؤسسات لنا مكونين ممتازين في المسرح يمكنهم تقديم تكوين جيد لبعض المعلمين والاساتذة وسبق أن شاهدت تجربة في قرمبالية جد رائعة، والمعلم فؤاد حمدي الذي بنى مسرحا في مدرسة في جندوبة، مبادرات فردية تستحق التشجيع وتفتح الامل ليقدموا الافضل للصغار، فقط اقول أنه على الوزير أن يستشيرنا نحن أهل الاختصاص فلنا أفكار مهمة تنفع مشروع الوزير وتنفع تونس شرط ان لا يستشير مستشاريه وحدهم.
• هناك عدة اتفاقيات بين وزارتي التربية والثقافة ولكنها غير مطبقة فما تعليقك؟
لأن الاتفاقيات أمضيت بين الوزراء دون العودة الى القواعد، فبأي آلات ستنفذ هذه الاتفاقيات، والمؤسسات الثقافية والتربوية لا تعمل بنفس التوقيت مثلا، اليوم ممنوع قانونا ان اخرج التلاميذ من قاعة الدرس واصحبهم الى دار الثقافة، الاتفاقيات موجودة ولكن وجب البحث عن اليات لتنفيذها.
• كيف تقيم اداء وزيرة الثقافة؟
فشلت ، ماذا تغير منذ امسكت بمقاليد وزارة الثقافة ، لا شيء، ما يحسب للوزيرة الحالية هو تعيين مدير شاب على راس مهرجان الحمامات الدولي وسعيد ان هناك خريج من المعهد العالي للفن المسرحي ويشرف على ادارة واحد من أكبر المهرجانات.
• بعيد عن الدراما والمسرح هناك عمل موسيقي قمت باخراجه، كيف تقدم «الغنايا»؟
«الغنايا» عرض لعبد الرحمان الشيخاوي قمت باخراجه وهو عرض موسيقي يغوص في تراث الكاف والجديد في «الغنايا» راقصي السيرك وهناك عمل اكثر على الحركة طيلة الساعتين هناك الحركة متواصلة ، الحكاية صراع بين ثقافة متأصلة وثقافة واردة، صراع الوزّانة والموسيقى الغربية لينتصر البدوي من خلال الصورة، وحقا كانوا عازفين رائعين وأجزم أن العرض يستحق أن يشارك في مهرجانات دولية كبرى.
•رسالتك الى زملائك؟
واصلوا العمل وحاولوا افتكاك فرصتكم وابتعدوا عن «التنبير».
• و المسؤولين؟
«اتقوا الله في ها البلد»
• رسالتك الى نقابات العمل الثقافي ؟
«يا رسول الله حسوا بالبلاد وفكروا في الطفولة قليلا؟» وفكروا في الوطن قبل المصالح الضيقة ولست ضد مطالبكم ولكن لا تغلبوا المصلحة الخاصة على العامة.
«وردة وكتاب» لم يعجبني، وسبق وقلت المسلسل سبق وان قدّم في 2013 للتلفزة ورفض النص وقتها.. وقد كنت في اللجنة ولا أعرف بأي قدرة عاد المسلسل و«تخدم» دون ان تقرأه اللجنة أو توافق عليه... كيف أنجز المسلسل وما ملابسات انتاجه.. اسئلة تطرح ومن حقي كمواطن تونسي في الاعلام العمومي ان اطالب واسأل لان التلفزة ملك وطني.