ما بين لعبة الكاميرا الخفية والاتهامات بتمجيد بن علي
منذ حلقتها الأولى، أثارت الكاميرا الخفية «ألو جدّة»على قناة التاسعة جدلا واسعا وضجة كبيرة ، حيث تباينت ردود الأفعال حول ظهور بن علي على شاشة تلفزة تونسية حتّى لو كان الظهور يندرج في سياق مزحة أو كاميرا خفية... وفي الوقت الذي الذي تقبل فيه البعض الأمر واعتبره مجرد فكرة طريفة لإعداد الكاميرا الخفية خصوصا وأن السلطات السعودية تمنع بن علي من الظهور في وسائل الإعلام، شنّ البعض الآخر هجوما شرسا على قناة «التاسعة» معتبرا أن هذه الكاميرا الخفيّة هي «حيلة لتمرير أجندات خفيّة سيما وأن القناة ذاتها سبق لها بث حوار حصري مع سليم شيبوب ...»
وقد أكد الإعلامي ومقدم الحوار المزعوم مع «بن علي» أن «ألو جدّة» برنامج كاميرا خفية وهذه الكاميرا خالية من أي أجندا سياسية، ولا تهدف لا إلى تمجيد بن علي ولا إلى تبييض التجمع ... بل هي مجرد «فدلكة رمضانية.
ومن جهة أخرى فإن الكثير من المشاهدين والمتابعين للشأن الوطني صرّحوا بأن» البرنامج غير برئ وليس مجرد كاميرا خفية للإضحاك خصوصا في وجود محامين عرفوا بدفاعهم عن «بن علي».
وفي هذا السياق، ذهب المستشار الإعلامي «ماهر عبد الرحمان» إلى ما يلي :» سيتغيّر الضّيوف، لكن سنبقى نسمع مثل هذا الكلام لثلاثين ليلة كاملة سواء مباشرة على قناة التاسعة، أو في الفيديوهات الموزعة على المواقع الإجتماعيّة... دفاع عن بن علي، وتبييض لصفحته، وتأكيد أنّه كان ضحيّة مؤامرة، وأنّ عصره كان أزهر العصور التي مرّت به تونس، وأنه كان حامي الوطن من الإرهاب، مع التركيز على الجانب العاطفي من حيث اشتياقه لوطنه ولعائلته، إلخ... سيُدافع البعض بالقول إن الأمر لا يتعدّى
الكوميديا... لكنها، ليست كذلك لأنّ:
- هذه الكوميديا يُشارك فيها أناس حقيقيّون وليس ممثلين، يعبّرون عن أحاسيس حقيقيّة يمكن لها أن تؤثّر على الجمهور. وهذا أقربُ لتلفزيون الواقع منه إلى مجرّد كاميرا خفيّة.
- الموضوع المُتناول هو سياسيّ بامتياز وآني: وهو مصير الرّئيس الأسبق الذي أسقطته الثورة، وما يدور حوله من نقاش ساخن حول حقّه من عدمه في العودة إلى تونس.
- البرنامجُ يُبثّ في ظرف أزمات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وبحث عن زعيم قويّ يقود تونس لإنقاذها من مصير غير واضح المعالم».
أين الإضحاك في «ألو جدّة»؟
عند بدء نشأتها، كانت فكرة « الكاميرا الخفيّة» تقوم على إضحاك المتفرّج من تصرّفات الضحية الواقعة في الفخ والتي تكون وجها لوجه مع موقف غريب أو محرج أو مفاجئ...فهل يتوّفر الإضحاك في «ألو جدّة» ؟
لاشك أن المتابع للحلقات الأولى من الكاميرا الخفية على قناة «التاسعة» لا ينفجر ضحكا من طرافة الموقف بل إن شعور الاستغراب وانطباع العجب أكبر بكثير من الرغبة في الضحك ... حتى أنّ التعاليق المتفاوتة الحدّة لاحقت ضيوف الكاميرا ممن كان لهم حوار وهمي مع بن علي. وفي هذا السياق، قد يجوز القول بأن»ألو جدة» تعمل على فضح باطن الشخصيات الضيفة وما تضمره من موقف تجاه بن علي واختبرت مدى ثباتهم على آرائهم المعلنة للعموم أكثر من سعيها إلى صياغة «فن المقلب» على أصوله الصحيحة ...
بن علي يرفع قضية استعجالية ضدّ «ألو جدة»
في تصريح لـ»المغرب» أكد الأستاذ منير بن صالحة أن الرئيس السابق زين العابدين بن علي قد كلفه برفع قضية استعجالية ضدّ برنامج «الو جدّة» وذلك على خلفية الحلقة التي ظهر فيها رئيس لجان حماية الثورة بالكرم عماد دغيج والذي صرح بأقوال تحرض على انتهاج العنف، حسب بن صالحة.
ومن المنتظر أن تعقد الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم الثلاثاء المقبل الموافق لـ14 جوان الجاري جلسة في الغرض.
وأفاد محدّثنا بانّ لقاء سيجمع هيئة الدفاع عن بن علي بإدارة قناة التاسعة تحت إشراف «الهايكا» قصد النظر في إجراء عملية مونتاج للحلقات التي تتضمن تحريضا على العنف أو إساءة إلى الأمن الوطني....