تصل إيرادات تركيا من وراء مسلسلاتها إلى مليار دولار بحلول سنة 2023.
وقد سخرت تركيا كل الوسائل و»الأسلحة» الفنية من ديكورات ضخمة وطبيعة ساحرة ومواقع أثرية وعديد العناصر الأخرى من أجل تسويق مسلسلاتها في أكبر عدد من البلدان اعتمادا على شركات الدبلجة إلى مختلف اللغات.
ويبدو أنّ منتجي الدراما العربية قد افتتنوا بدورهم بالمسلسلات التركية أو بالأحرى طمعوا في أن ينالهم ما غنمه زملاؤهم الأتراك من مال وسوق مفتوحة نحو قنوات عشرات العواصم. وقد شرعت مجموعة «أم بي سي»مؤخرا في بث مسلسل «ستيلتو» في اقتباس عن المسلسل التركي «جرائم صغيرة».
في تركيز على عناصر الإبهار على مستوى الأزياء والماكياج والإضاءة، حاول هذا المسلسل اللبناني/ السوري تقليد نظيره التركي إلى درجة طمس نكهة الدراما العربية مقابل سيطرة مناخات الدراما التركية. ولسائل أن يسأل : ما الفائدة من إعادة تصوير مسلسل تركي بوجوه نخبة من النجوم السورية واللبنانية وقد سبق أن شاهدته جماهير الدراما التركية مدبلجا باللهجة السورية؟ لماذا سمحت الدراما العربية بالتراجع إلى الوراء لتفسح المجال أمام منافستها التركية بالرغم من أنها الأقرب إلى هوية ومزاج وواقع كل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج؟
هي حيرة وخيبة ترجمتها الكاتبة السورية رانيا بيطار بإعلان اعتزالها للكتابة موضحة الأسباب كما يلي: «لن أسرق فكرة عمل تركي أو كوري أو مكسيكي لأرضي شركات الإنتاج، لن أكتب عن الخيانة الفجّة والعلاقات المحرّمة، فأبرّر للخائن سبب خيانته أو للسارق ما دفعه للسرقة أو للعاهرة ما دفعها إلى بيع جسدها برخص! أحب المرأة العربية ولن أقبل أن أظهرها فقط كجسد جميل مغر رخيص دون عقل وهدف، أنا أعترف بالهزيمة أمام الدراما الحالية لكنها هزيمة شموخ، لن أكتب إلا ما يشبهني، وداعاً قلمي».
وبعد مسلسل «ستيلتو» الذي صاحبت بداية عرضه حملة إعلانية ضخمة، يبدو أن موجة تصوير نسخ عربية من المسلسلات التركية متواصلة على غرار «ألف ليلة ولية» و»حرب الورود» و»حب للإيجار»... قد تكون الميزانيات الهائلة التي تم صرفها من أجل إعادة تكرار الدراما التركية كافية لتصوير عشرات المسلسلات العربية، بروح عربية وقضايا عربية وهموم عربية قريبة منا وليست غريبة عنا !
الدراما العربية تستنسخ المسلسلات التركية: اقتباس أم إفلاس ؟
- بقلم ليلى بورقعة
- 12:59 10/10/2022
- 1324 عدد المشاهدات
منذ بداية الألفية، حققت الدراما التركية صعودا صاروخيا واحتلالا قويا لشاشات 150 بلدا حول العالم. ومن المتوقع أن