هي الفنانة المتواضعة ، البسيطة، المبتسمة على الدوام و التي لا تشبه أحدا غيرها، ومهما كان ظهورها موجزا أو دورها صغيرا فإنها تضفي على شاشة الفيلم أو ركح المسرحية بشاشة وطرافة. هي ببساطة ممثلة بنكهة مميزة كقطعة الحلوى التي يصعب مقاومة إغرائها... ويبدو أن الذاكرة الجاحدة أو القصيرة كثيرا ما تنسى للفنان نذر سنين العمر للفن والعطاء لتصطاد كل عثرة أو محاولة تشويه لتطلق وابل السب والشتم بصفة مجانية.
كان انتشار صورة لفاطمة بن سعيدان ونصف جسدها شبه عار كفيلا بتجمع البعض كـ»الذباب» حول الصورة ليتحول الكل إلى واعظين وأصحاب فتاوي في الحلال والحرام وأدوار الفن ....كانت كل هذه الهجومات العنيفة تحاكم مجرد صورة خارج إطارها الزماني والمكان، ودون التثبت من صحتها أو سياقها أو موقف صاحبتها...
ولأنّ الكبيرة فاطمة من سعيدان فنانة من طراز خاص لم تكن تهتم بعبث الشبكة الزرقاء ولا ثرثرة «الفيس بوك» حتى نبّها صديق إلى فحوى الصورة «الصادمة». وفعلا لم تكن الممثلة على علم بهذه الصورة المسربة دون علمها وموافقتها من جلسة تصوير في إطار بحث مسرحي بحت. والأكيد أن الجسد عند المسرحي والفنان عموما هو في حد ذاته نص وحوار ووسيلة لنقل الرسالة.
لم يكن أمام فاطمة بن سعيدان سوى التوضيح في بلاغ إلى الرأي العام في تنديد بخيانة المصور لواجب الثقة والأمانة ورفع الأمر إلى القضاء بتهمة الاعتداء الصارخ على حق الضحية في حماية المعطيات الشخصية.
لقد كشف عري جسد فاطمة بن سعيدان حقيقة النفوس المريضة والعقول المعقدة التي تلهث وراء القشور بلا تريث أو تثبت دون التمعن في جوهر الأمور وأصل القضايا.
ستبقى فاطمة بن سعيدان فراشة الشاشة التي تملأ الدنيا مرحا وروحا جميلة دون أن يزعجها طنين الذباب.