في مهرجان «حدائق الوردية»: من كل فن سهرة... ووردة

في كل فصول السنة، يحرص المركز الثقافي أبو القاسم الشابي على الزرع والحرث ليكون الحصاد فنا وثقافة في كل مرة بالرغم

من «قحط» الميزانية وتواضع الإمكانات... وفي موسم المهرجانات الصيفية، أراد هذا المركز أن يكون له مهرجانه وحدائقه «الوردية» التي تقطف من كل فن زهرة ومن كل خيال حلما وأملا...
في دورته 14 واصل «مهرجان حدائق الوردية» إمتاع ومؤانسة جمهوره من 18 إلى 29 أوت 2022 تحت إدارة شاعر نزار الحميدي وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس.
راعت برمجة مهرجان «حدائق الوردية» تنوع أذواق الجمهور المتعدد مع احترام الذائقة الفنية والحفاظ على مستوى محترم من الرقي الفكري والثقافي.
من كل بستان قطف المهرجان زهرة ليجمع على ركحه شتى الفنون ومختلف التجليات الإبداعية من موسيقى ومسرح ورسم وسيرك ...
وفي الافتتاح كان السفر على أجنحة الألوان والخيال مع لوحات معرض «ثنائية الروح» للفنانتين التشكيليتين خولة بن فرحات و نزهة بوخريص.وبعدها كان الموعد مع طرب الموسيقى ونشوتها في سهرة بإمضاء الفنانة ناجحة جمال.
وقد أمتع مهرجان حدائق الوردية جمهوره بعرض جمع بين الخفة والرشاقة، المتعة والإثارة من خلال «عرض أمازونيا» لسيرك باباروني. ولأنه من ميزات «سيرك باباروني» القدرة على التكيف والتأقلم حسب طبيعة المكان وخصوصية الفضاء. فيمكن أن يقدم عروضه داخل القاعات والمسارح المغطاة في مزج بين المسرح والرقص والتعبير الجسماني و البهلوانيات في تناغم مع الموسيقى و التصميم المتطور للأضواء لإنشاء عمل فني متكامل يصوّر موضوع ما ويعالج قضية فنية معينة. كما باستطاعته الإبداع في مسارح الهواء الطلق أو في الساحات العامة من خلال تقديم العروض الفنية والفرجوية المبهرة.
وكان للأطفال نصيب في مهرجان حدائق الوردية من خلال عرض «بلاط الغاب» للمخرج أحمد نصرلي وباقة من العروض التنشيطية.
ومن إبداعات الفن الرابع استضاف المهرجان مسرحية « صناديد « من إنتاج جمعية محمد الزرقاطي للمسرح وفنون الفرجة ومسرحية «منامة « لمحمد العوني و مسرحية «رفقا» من انتاج المركز الثقافي الدولي بالكاف...
على ركح مهرجان حدائق الوردية، غنّى فنانون من مختلف الأجيال على غرار عادل زروق وأحمد صبري وأحمد الماجرى... كما كان للشعر حضور وازن وصاخب في مهرجان استعار من الطبيعة حدائقها ليجعل لمنطقة «الوردية» مهرجانا صيفيا خاصا بها.
في مساء الاثنين 29 أوت 2022، أسدل مهرجان حدائق الوردية الستار على دورته 14 على إيقاع سهرة الفنون الشعبية للفنان الهاشمي المطماطي.
تكريسا لثقافة القرب وإيمانا بحق الجميع في الثقافة، نحت مهرجان حدائق الوردية ملامح مهرجان لا يبحث عن صنع «البوز» بقدر ما يسعى إلى التأسيس لقاعدة جماهيرية تتذوق الفن وتتعطش إلى متعة الجمال.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115