وهو واقع الحال بعد أن اندلع حريق هائل في «مكتبة المعز» بالعاصمة، فأصبحت رفوفها العامرة بالمنشورات في خبر كان وتحوّلت ثروتها من المؤلفات إلى رماد !
في خبر مؤسف ومحزن، استفاق الوسط الثقافي على احتراق مكتبة المعز بمنطقة المنزه 1 صباح يوم الجمعة 12 نوفمبر 2021.
خسارة كبيرة والأسباب مجهولة
هي حادثة مثيرة للألم والحسرة أصابت مكتبة المعز ودمرت رصيدها الفكري والثقافي والعلمي من المنشورات والمؤلفات. في غفلة من الجميع، اشتعلت ألسنة اللهب في مئات الكتب لتخلف رمادا وجثثا سوداء. ولم تفلح جهود أعوان الحماية المدنية في إنقاذ هذه الكنوز المعرفية حيث كانت النار أسرع في الوصول إلى كتب ورفوف سهلة الاشتعال.
وإلى حد كتابة هذه الأسطر لا تزال أسباب الحريق مجهولة. وقد يجوز التكهن بمسببات متعددة لهذا الحادث المؤلم، فإما أن يعود الأمر إلى تقصير أو خلل تقني في شبكة الكهرباء أو حتى جريمة مدبرة... لكن النتيجة واحدة: خسارة فادحة لا تعوض !
في المنزه1 تجتهد مكتبة المعز منذ عقود في مصالحة المواطنين مع المطالعة وترغيبهم بشتى الطرق في التسلح بالكتاب صديقا ورفيقا. لذلك يسهر أصحابها على تأمين أحدث العناوين واقتناء أشهر المؤلفات حتى يبقى الكتاب أولوية في حياة كل إنسان. وتعد مكتبة المعز من أهم المكتبات وأشهرها في تونس العاصمة.
ولا تقتصر مكتبة المعز على ملء رفوفها بمئات العناوين بل تساهم في التعريف بجديد الساحة الأدبية واحتضان حفلات توقيع آخر الإصدارات. ولعل من آخر أنشطتها الفكرية برمجة لقاء مع الدكتور محمد فوزي الدريسي لتقديم وتوقيع كتابه الجديد «شمس عملاقة حمراء: التوافق بين العلم والكتب المقدسة» الصادر حديثا عن «دار ليدرز للنشر» .
وقد عبّرت نقابة المكتبيين والموردين عن تضامنها وتآزرها مع مكتبة المعز اثر الحريق الذي اندلع بها. وأعربت النقابة عن ارتياحها لسلامة الأعوان مؤكدة وضع كل وسائلها تحت تصرف مكتبة المعز حتى تعود إلى سالف نشاطها في أقرب الآجال.
ولأنّ احتراق المكتبات مصاب جلل لا يشعر بوطأته إلا من يقدر قيمة الكتب، فلاشك أن السلطات المعنية والمجتمع المدني وكل القراء الأوفياء مطالبون اليوم بدعم مكتبة المعز لإعادة فتح أبوابها واسترجاع بعض ما سرقت منها النار.