إلى آخر ولكنه لا يروي أبدا ظمأه إلى الفن... وفي انتقاله من مؤسسة المسرح الوطني بتونس إلى مسرح سليمان البسّام بالكويت، يسعى الفنان أسامة الجامعي إلى مراكمة الخبرة والتجربة وتطوير المهارات والمعارف...
ينشغل الفنان أسامة الجامعي بالفن تمثيلا وبحثا وإدارة إنتاج... وهو بصدد إعداد رسالة دكتوراه انطلاقا من مبحث ايبسيتمولوجي عن العروض الفرجوية للأقليات السوداء في الجنوب التونسي. كما يستعد لإصدار كتاب عن احتفاليات الجنوب التونسي ...
من تونس إلى الكويت: رحلة متواصلة مع إدارة الإنتاج
بعد أن شغل خطة مدير إنتاج بمؤسسة المسرح الوطني وتعامل مع المخرج القدير فاضل الجعايبي في أكثر من مسرحية، ارتحل المسرحي أسامة الجامعي إلى الكويت ليشرف على إدارة الإنتاج بمسرح سليمان البسّام بالكويت. وعن تفاصيل اللقاء وظروف العمل مع المخرج العالمي سليمان البسّام، أفاد أسامة الجامعي في تصريح لـ «المغرب» بالقول : « قادتني الصدفة للتعرف على المخرج سليمان البسّام أثناء قدومه إلى تونس لتقديم عرض في قاعة الفن الرابع وكنت وقتها مشرفا على إدارة الإنتاج..وبعد لقاء وتعارف اقترح علي هذا المخرج الشهير العمل معه كمدير إنتاج في مسرح سليمان البسّام بالكويت، لكنّي اعتذرت لارتباطي المهني والأخلاقي بالعمل مع معلمي وصديقي مدير المسرح الوطني فاضل الجعايبي. وفي نهاية 2019 وبعد توتر الأوضاع بمؤسسة المسرح الوطني سافرت إلى باريس وهناك اتصل بي سليمان البسّام وجدّد لي رغبته في التعاقد مع مسرحه. ومن هناك انطلقت رحلتي الجديدة في دروب الفن الرابع... وطبعا لن تكون الرحلة الأخيرة».
كانت مسرحية «ميديا» أوّل مشروع يتعامل فيه أسامة الجامعي كمدير إنتاج مع المخرج الكويتي سليمان البسّام. وهي مسرحية تجمع جنسيات مختلفة إلى جانب تونس والكويت على غرار جنوب إفريقيا وإنقلترا وسوريا وبيروت وفرنسا سواء في طاقم التمثيل أو في الفريق الفني والتقني. وقد كشف أسامة الجامعي أنه من المتوقع أن تسجل مسرحية « ميديا» حضورها على ركح أيام قرطاج المسرحية في تونس، كما تمت برمجتها في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي. والمسرحية من إنتاج مشترك بين مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ومسرح سليمان البسّام والمهرجان الدولي بنابولي.
وفي اقتباس من المسرحية التراجيدية الإغريقية «ميديا» التي كتبها يوربيديس، يقدّم المخرج الكويتي سليمان البسام قراءة في سلطة المنصات الرقمية في تغيير المشهد السياسي والواقع الاجتماعي في القرن الحادي والعشرين... كما يطرح الأسئلة حول مفاهيم الانتماء والهوية وكينونة الإنسان في زمن تسيطر عليه وسائل التواصل الإجتماعي...
الفاضل الجعايبي وسليمان البسّام: مخرجان لمسرح عابر للقارات
بعد أن ارتدى أسامة الجامعي أزياء الممثل في أكثر من مسرحية تونسية على غرار «تسونامي» لفاضل الحعايبي و«حقائب» لجعفر القاسمي و«attention travaux» لغازي الزغباني... فقد وضع قبعة مدير الإنتاج لعدد من مسرحيات الفاضل الجعايبي كما كانت له تجربة مع فاضل الجزيري والراحلة رجاء بن عمار... قبل أن ينتقل للعمل في الكويت. ولدى سؤاله عن الفرق بين المسرح التونسي والكويتي وهو الذي تعامل في أكثر من عمل مع المخرج القدير فاضل الجعايبي قبل أن يتعاون مع المخرج سليمان البسّام، أجاب الفنان أسامة الجامعي بالقول:» لا شك أنّ المسرح التونسي يختلف كثيرا عن المسرح الكويتي أو لنقل مسرح سليمان البسّام الذي درس المسرح في إنقلترا... وأعتقد أن المخرج فاضل الجعايبي يشتغل كثيرا على شخصية الممثل وتفاصيلها وتركيبتها لتكون جاهزة للعب الدور المطلوب، في الوقت الذي يبحث فيه سليمان البسّام على الممثل الجاهز والمحترف ليندمج في اللعبة المسرحية دون إضاعة الكثير من الوقت. ويجب الإشارة إلى أن كلفة إنتاج المسرحيات في الكويت تتطلب ميزانية طائلة بالمقارنة مع تونس».
في تعليقه على بقاء مؤسسة المسرح الوطني بلا مدير عام لأشهر طويلة بعد إنتهاء عهدة المدير فاضل الجعايبي، علّق الفنان أسامة الجامعي قائلا:» من المؤسف أن تتعطل مصالح هذه المؤسسة التي هي مرآة الحياة المسرحية في بلادنا ومن المخزي أن تتوقف فيها عجلة الإنتاج لا لشيء فقط لأن الثقافة لا تعني شيئا بالنسبة للسلطة والحكومات المتعاقبة».
وبخصوص سمعة مهرجان أيام قرطاج المسرحية ومكانتها في البلدان العربية والأوروبية، أكد المسرحي أسامة الجامعي أن الأيام مازالت تحظى بصدى طيب لدى العالم العربي حيث يتشوّق أهم المخرجين لعرض مسرحياتهم على ركح المهرجان العريق... ولكن للأسف لا تهتم المسارح الأوروبية بشأن أيام قرطاج المسرحية وهو ما يستدعي العمل على تصحيح نظرة الأجانب للمهرجان حتى وإن كانت هويته عربية وإفريقية بالأساس.
واعتبر الممثل ومدير الإنتاج أسامة الجامعي أن المسرح التونسي على أهميته وقيمته ما يزال بعيدا عن احتلال موقع الريادة بسبب عديد النقائص الفنية والتقنية والمادية.. مؤكدا أنّ الفرجة والمطالعة والممارسة هي مفاتيح إنتاج مسرح ذي جودة ، لذلك على الجهات المعنية تمكين جيل المسرحيين من الشباب من السفر لمواكبة المهرجانات والعروض وإتاحة الفضاءات والظروف الملائمة للتمرس على الفن الرابع وممارسة أب الفنون دون قيد أو شرط. لقد آن الأوان للإيمان بطاقة الشباب على الإبداع وخط مسيرة التميز والنجاح.
الفنان المسرحي أسامة الجامعي لـ «المغرب»: الفرجة والمطالعة والممارسة هي مفاتيح المسرح
- بقلم ليلى بورقعة
- 10:08 07/10/2021
- 996 عدد المشاهدات
المسرح لديه رحلة متواصلة لا تعرف محطة التوقف أو النهاية، والفنان المسرحي عنده أشبه بالرّحالة الذي يهوى السفر من مشروع