وعلى مرّ التاريخ لازالت حكايات «ألف ليلة وليلة» وغيرها تأسر الجمهور مثلما لا تزال على مرّ الأجيال «حكايات العروي» في تونس حيّة ونابضة بالمتعة والعبرة.
في سياق اهتمامه وولعه بفن الحكاية الشعبية، أصدر الحكواتي هشام درويش»حكايات درويش من العالمية إلى الدارجة التونسية» عن دار نقوش عربية.
«تونسة» للحكايات العالمية
إن تعرّف الحكاية الشعبية بأنّها « مروية نسجها الخيال الشعبى، وتداولها الناس جيلا بعد جيل مضيفين لها ومحورين فيها»،فإنّ الحكواتي هشام درويش تلقّف الحكايات الشعبية البليغة العمق والجميلة المتن حول العالم معيدا صياغتها بالدارجة التونسية. ولأنّ الحكاية الشعبية تعتبر تراثا شفويا عالميا تتوارثه الأجيال بصفة متواترة، فقد سعى مؤلف «حكايات درويش من العالمية إلى الدارجة التونسية» إلى تطويع هذا التراث ليكون بمناخات البيئة التونسية معتمدا على توظيف بعض الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة التونسية وعلى مزيد ضبط الحبكة الدرامية لكل حكاية حتى تستجيب أكثر لخصوصية الطفل التونسي والأسرة التونسية في مختلف الأوساط.
ولن تكتف «حكايات درويش من العالمية إلى الدارجة التونسية» لهشام درويش بنسختها الصادرة عن دار نقوش عربية لصاحبها منصف الشابي، بل ستكون أيضا مرفوقة بنسخة مسموعة يروي فيها هشام درويش الحكايات بصوته وهو الذي يتقن تقنيات فن السرد والحكاية. ويأتي إصدار هذه النسخة المسموعة في إطار مواكبة العصر والتأقلم مع التوّجهات الجديدة المتبعة في عديد دور النشر وذلك بالتعاون مع زكية بوعصيدة مديرة مشروع «ليفوكس» للكتاب المسموع .
وقد انضم الحكواتي ومدير المركز الوطني للاتصال الثقافي هشام درويش إلى «مشروع حكايتي»، المدعوم من المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة عبد المحسن القطان.
ولا يدخر هشام درويش جهدا أو وقتا في توثيق التراث الشفوي من أمثال وحكايات شعبية سواء عبر مختلف المحامل الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي أو عن طريق الكتابة والتدوين.