إلى ممثلي السلطة احتجاجا على مصادرة ديوانه الشعري «نشيد الأيام السّتة».
وفي هذه الوثائق التي أخرجتها «زهور»، أرملة فقيد الشعر التونسي والعربي من «الصندوق الأسود» لشاعر احترف الحرف وعانق المجد، بدا صاحب «أحبّ البلاد» كما عرفه جمهوره واعتاده عشاق كلماته وآلفه هواة نظمه...فمن وراء هذا «النبش» في ذاكرة حيّة لرجل لم يعد على قيد الحياة، تجلّت بوضوح لا يقبل التشكيك صورة الشاعر الحرّ الذي لا يقبل الخضوع، والشرس العصيّ عن الترويض، والجريء الذي لا يعرف المداهنة والمهادنة ...
في رسالتيه، لم يتظلم «أولاد حمد» من الجور الذي لحق ورقات شعره ونفحات سطره... ولم يطلب الصفح ويرجو العفو بل وجّه كلاما موجعا وتقريعا مشاكسا بلسان ساخط ولاذع وهو يخاطب «أهل السلطة» في بلاده ... وقد قال من بين ما قال: «شكرا على كل هذا! فلقد أنجزتم في يوم واحد ما لم يقدر الاستعمار الفرنسي على إنجازه طيلة ثلاثة أرباع القرن».