كل صباح بحبات الرمل، وعند الغسق ترتشف الرّحيق من قلب أشجار النخيل ...
من بوابة الصحراء، أطلّ الشاعر التونسي جمال الصليعي واحتل مرتبة أحد أهم شعراء الخضراء منذ ثمانيات القرن الماضي ...وفي رصيد شاعر مدينة دوز رصيد هام من النصوص الشعرية على غرار ديوان «وادي النمل» والمجموعة الشعرية «من أنباء القرى» ...
تكريم غير تقليدي لشاعر غير مكرّر
على إثر تعرضه لوعكة صحية طارئة، تم نقل الشاعر جمال الصليعي إلى المستشفى العسكري بالعاصمة لاستكمال الفحوصات الطبية اللازمة. وقد أكدت مصادر مقربة من الشاعر استقرار حالته الصحية وامتثاله للتحسن...وفي لفتة اهتمام وحركة احترام، أعلنت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث أنها ستكرّم الشاعر الكبير جمال الصليعي يوم الخميس 26ماي 2016 بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة .
وبهذه المناسبة، سيتم تقديم عرض شعري ، كوريغرافي من صياغة وإلقاء الشاعرين جمال الصليعي وخالد الوغلاني، وكوريغرافيا وليد الخضراوي، وسينوغرافيا وإخراج حافظ خليفة .
وعن فقرات وتفاصيل حفل التكريم للشاعر جمال الصليعي، أفاد المخرج حافظ خليفة لـ«المغرب» بالقول:»لن يكون حفل تكريم الصليعي مناسبة تقليدية بالشكل الذي اعتدنا عليه في حفلات التكريم من قراءات شعرية ومعزوفات موسيقية وشهادات للأصدقاء والنقاد ...ولهذا، نحن نستعد لتقديم عرض مختلف ومتكامل يجمع ما بين الرقص الكوريغرافي والمشهد الفرجوي والسينوغرافيا المتحركة ... وفي هذا العرض التي سيكون تحت عنوان «وادي النمل»، سيصعد الشاعر جمال الصليعي صحبة زميله وصديقه خالد الوغلاني إلى الركح في حوار شعري وإلقاء هذا الثنائي لأشعار عن هواجس الإنسان وهموم الوطن العربي...»
الظهور الحقيقي للشعر وليس للشاعر
باعتزاز كبير و تقدير عظيم ، قدم المخرج المسرحي حافظ خليفة الشاعر جمال الصليعي لمن لا يعرفه من القراء أو من يريد مزيد معرفته من هواة شعره، فقال: جمال الصليعي حالة شعرية متفردة، قصائده كونية وهمومه عربية ... وهو كما وصفه الدكتور «نور الدين العلوي» الشاعر «العذري الأخير لأنه تفرّد في أشعاره بلغة نادرة وفلسفة عميقة إضافة إلى طريقة إلقاء متميزة...وإن هذا الرجل شاعر من الحجم الثقيل فإنه معتكف في مدينته دوز في زهد عن ضوضاء الحياة لأنه يؤمن بأن الظهور الحقيقي هو للشعر وليس للشاعر...»
وقد قال جمال الصليعي من بين ما قال في قصيدة» إبليس»:
إِبْلِيسُ غَادَرَ أَرْضَنَا مُتَحِسِّرًا
سَئِمَ البَطَالَةَ وَاكْتَأَبْ
مَاذَا سَيَصْنَعُ فِي البِلاَدِ ؟
خَرَابَهَا ؟
لَمْ يَسْتَطِعْ
قَدِرَتْ عَلَى ذَاكَ النُّخَبْ
قَدْ قِيلَ فَكَّرَ فِي التَّحَزُّبِ مَرَّةً
رُفِضَ الطّلَبْ
إِذْ كَانَ مَنْقُوصَ المَوَاهِبِ فِي الخَرَاب
يَحْتَاجُ أَعْوَامًا لْيَبْلُغَ رُبْعَ مَوْهِبَةِ النُّخَبْ
ليلى بورقعة