رباب الشعيبي في معرضها الذي سمته «جميلات افريقيا» الذي احتضنته دار الثقافة ابن خلدون المغاربية.
المعرض هو فسحة لونية مبهرة تقودنا إليها رباب الشعيبي، رحلة مميزة الى عوالم افريقيا عبر وجوه نسائها وهل هناك أجمل من بهاء إفريقيا المرأة والضحكة و الفرشاة العاشقة المعانقة لسماء الفن والدهشة.
افريقيا جميلة كما النساء
اثنتا عشرة لوحة جميعها تحمل أسماء النساء، السمرة توحدهنّ لكل التفاصيل المدهشة تختلف من عمل إلى آخر، أمام كل لوحة ستتوقف قليلا تمعن النظر فيها ثمّ تعود إلى اللوحة السابقة تبحث عن الاختلاف عن السحر المقدس المخبإ بين خبايا اللون والحركة الضوئية التي يقدمها العمل، فكل لوحة هي عالم فسيح من الألوان من القصص والحكايات التي ترحل بالمتفرج إلى الهناك إلى سحر القارة السمراء وبهائها.
وجوه تضج بالحياة، وجوه النساء مسكونة بالحبّ لكل لوحة حكاية ولكل عمل فني جزئياته وتفاصيله المقدسة، الالوان ميزتها المشتركة فالرسامة رأت أن إفريقيا قارة الألوان المتجانسة والمتناسقة فاختارت أن تكون النساء محامل هذا الجمال فكما المرأة سيدة الخلق و الولادة من رحم البياض ولدت تلك الوجوه الفاتنة في أعمال الرسامة الحالمة.
اثنتا عشرة لوحة ، حملت أسماء النساء ووجوههنّ، «تولين» أول اللوحات المعروضة في ابن خلدون، سيدة بنظرات ثاقبة شعر احمر وأقراط زرقاء كما السماء و وزينة الشعر تجمع الأزرق والأصفر، تدرّجات لونية تتوزع كامل اللوحة فتصنع زخارف لونية ممتعة تشد الناظر إليها وتدفعه ليتأمل حدة النظرات ويبحث فيها، يحاول استنطاقها والتأمل طويلا أمام التفاصيل المبهرة التي أبدعت الفنانة في تشكيلها.
و»ميامي» أكثر فتنة، بشعر بني مجعد ورقبة طويلة وسمرة أكثر مع تمازج غريب بين الأحمر حمرة الدماء الإفريقية الصارخة ضدّ الحرب والفتن و الأسود سواد الحزن المنتشر في القارة هو سواد أحلام بنات افريقيا اللواتي يرمين انفسهنّ إلى عرض البحر طمعا في الحياة في الضفة الأخرى، لوحة «ميامي» بحزن رسمته في حدقة العين بدت كصرخة الم تطلقها امرأة افريقية سرقت أحلامها رغم الألوان الكثيرة الموجودة في العمل إلا انّ صورة الوجع بدت اشد قوة.
في وجوههن تكون الرحلة، مع تفاصيلهن المبهرة وتمازج الألوان وتناسقها تحدث الدهشة التي أبدعت في صناعتها رباب الشعيبي، «سيلا» سيدة المكان، بورتريه لامرأة شامخة بغطاء الشعر الافريقي المميز ولباس عصري أنيق، في العمل المرأة تمسك رأسها بيديها كأنها تحمل ثقل أفكار النساء الإفريقيات قائدات التحركات الاحتجاجية ضدّ الحرب في افريقيا والانقسامات، فالمرأة في إفريقيا كثيرا ما تتصدر الاحتجاجات هي نصيرة الحرية وتحاول دائما كتابة السلم ونشر ثقافة الأمن في قارة تعيش حروبا وخوفا بسبب ثرواتها الكثيرة.
«سيلا» تحمل في وجهها الكثير من الصرامة، في اللوحة الألوان الداكنة والنارية هي الطاغية وكانّ بالرسامة تغوص في دواخل المرأة وتحاول رسم ما يسكنها بالالوان.
إفريقيا الألوان والحب
جميلا افريقيا معرض أبدعت في رسم تفاصيله رباب الشعيبي، الرسم لغتها والريشة وسيلتها لتغوص في أغوار القارة السمراء وتكون نساؤها مطيتها للتعبير عن جمال تلك القارة وثرائها وتنوعها الثقافي والعرقي والحضاري والتاريخي، كلّ تلك الاختلافات تنقلها الرسامة من خلال الألوان، تبدع في مزج الألوان وتوزيعها على الفضاء الأبيض، تنزع دائما إلى الألوان الزاهية مثل الزهري و الذهبي و الأصفر الفاتح والأخضر وكأنها تؤكد ان إفريقيا ارض للحب وللحياة و ليست مكان للدماء أو خوف.
«جميلات افريقيا» لوحات تغوص في أدغال الألوان، تحركها وتمزجها كطفلة صغيرة مقبلة على عالم الألوان، سحر افريقيا ترسمه رباب الشعيبي في وجوه نسائها، بهاء القارة تنقله بدهشة في البورتريهات التي ظلت ترسمها لثلاثة اعوام، فكانت الدهشة أمام بهاء اللوحة والسحر تالمنتشر من الالوان، في معرضها حاكت الفنانة جمال كارمن وبهاء لونا ورقة روشان وغموض ايليت و قوة جوليان و فطنة فيولات وطفولة لانا واختلاف بينار وجمال ليديا.
كل هذه الاسماء التي حملتها نساء اختزلت اختلاف النساء الافريقيات الجميلات اللواتيس يبهرن العالم بسمرتهنّ اللذيذة وجمالهنّ المختلف، في المعرض تنتصر الالوان لافريقيا، تنصر الريشة للبهاء و السحر، تنصر لقارة تعشق نساؤها الحياة والموسيقى فلإفريقيا شيفراتها وكلّ الشيفرات تفكّ فقط بالفنون والألوان.
معرض «جميلات افريقيا» لرباب الشعيبي في دار الثقافة ابن خلدون المغاربية: فسحة لونية مدهشة تختزل افريقيا
- بقلم مفيدة خليل
- 11:07 12/12/2020
- 1142 عدد المشاهدات
افريقيا الساحرة، إفريقيا الألوان، إفريقيا الرقص والموسيقى، إفريقيا الحبّ ، إفريقيا بكل اختلافاتها وألوانها اختزلتها الفنانة التشكيلية