وفي هذا السياق كان مهرجان «كان» السينمائي مجبرا على إلغاء دورته 73. ولئن استحال تنظيم المهرجان هذا العام في حلّته المعتادة، فقد تم الإعلان عن إقامة « سوق الأفلام» من 22 إلى 26 جوان الجاري على منصة الانترنت وذلك لدعم المهنيين في صناعة السينما وعدم القطع مع تقليد الاحتفاء بالفن السابع في كل سنة.
كشــف مهرجـــان كان السينمائي، عن برمجته الرسمية للدورة 73 والتي تم إلغاؤها بسبب انتشار فيروس كورونا.وقد فرض فلمان عربيان حضورهما في هذه البرمجة، هما فلم «سعاد» للمخرجة المصرية أيتن أمين في إنتاج مشترك تونسي ومصري. وكذلك الفلم اللبناني «مفاتيح مكسورة» للمخرج جيمي كيروز .
إنتاج تونسي مصري والتصوير في مصر
56 فلما وردت في قائمة الاختيارات الرسمية لمهرجان كــــــان السينمـــــائي من بيـن 2067 فيلما قدمـــــت ترشحها للدورة 73. وضمن المسابقة الرسمية تم ترشيح الفلم التونسي المصري «سعاد» للمخرجة المصرية أيتن أمين.
بعد أن وقفت وراء إنتاج أفلام تونسية نجحت في اعتلاء منصات تتويج كبرى المهرجانات السينمائية على غرار «نحبك هادي» و«ولدي» و»على كف عفريت»... اتجهت المنتجة التونسية وعضوة الأوسكار درة بوشوشة إلى دعم السينما المصرية بالدخول في إنتاج مشترك مع المنتجين المصريين مارك لطفي بمشاركة محمد حفظي وسامح عواض لفلم «سعاد».
ويبدو أن المنتجة درة بوشوشة قد راهنت على براعة المخرجة أيتن أمين في التحكـم في زوايا الإخراج وإدارة عدسة الكاميـرا بعد أن حصــدت جوائز وألقابا سابقة بفضل تميز أفلامها على غرار «راجلها» و«فيلا 69»...
وسبق لدرة بوشوشة أن كشفت في حوار صحفي على هامش تكريمها لمرتين متتاليتين سنة 2019 في مصر عبر منصة مهرجان الجونة السينمائي ومهرجان الأقصر الإفريقي إعجابها الشديد بسيناريو فلم «سعاد»للكاتب محمود عزت ، قائلة:» إن السيناريو جيد جدًا، فهو اجتماعي وإنسانى يروي قصة حياة طفلة مصرية تمر بمعاناة في حياتها وتعيش مواقف متداخلة يدرك من خلالها المتلقى العديد من المشاهد والانفعالات. وقد طورنا فكرة الفلم وفق ورشة وجلسات عمل متواصلة. هي حكاية محلية، ولكنها تمس كل إنسان حول العالم. منذ قراءتى الأولى للسيناريو تعلقت به لما فيه من رؤية سينمائية للعالم والمجتمع بحرفية قوية.»
وقد تمّ تصوير مشاهد فلم «سعاد» في الإسكندرية وعدد من المدن المصرية في اقتفاء لأثر أختين في سن المراهقة ما بين الحياة الواقعية والعالم الافتراضي.
ملامسة ظاهرة الانتحار في صفوف الأطفال
يسعى فلم «سعاد» إلى «تقديم تجربة سينمائية واقعية تكشف عن نقاط الضعف في الديناميكيات الإجتماعية القاسية، تلك التي أدت إلى انتحار فتاة صغيرة» وهذا الفلم لا يطرح -فقط- الأسباب التي تدفع إلى الانتحار في صفوف المراهقات اللاتي كثيرا ما يخطئ المحيط الاجتماعي في الطريق إلى الأسلوب الصحيح في التعامل معهن، بل يتمرد على بيئته المصرية حيث تم تصوير المشاهد لينسحب على جل المجتمعات والثقافات.
وكي لا ننسى فقد عرفت تونس في السنوات الأخيرة تنامي ظاهرة الانتحار وخاصة في الشريحة العمرية للأطفال. وفي أغلب الإحصائيات والأرقام، كانت ولاية القيروان تحتل المرتبة الأولى على المستوى الوطني من حيث عدد حالات الانتحار ومحاولات الانتحار التي عصفت بأرواح أطفال من الفتيات والفتيان فقدوا الإحساس بالاستقرار النفسي في ظل ظروف معيشة قاسية وغياب الإحاطة النفسية الكافية.