من المواد الكيميائيّة الضّارّة، منها بالطبع مسبّبات السّرطان، بالإضافة إلى مواد سامّة أخرى، مثل أوّل أكسيد الكربون، والفحم، والزرنيخ، والرّصاص.
جاء في تقرير الكليّة الملكيّة للأطبّاء بلندن، والذي صدر مؤخرًا، أن تدخين السّجائر في العصر الحديث يُسبّب من الوفيّات، ما كانت تسبّبه أشدّ الأوبئة خطراً في العصور السّابقة.
ويقول أحد أهمّ أطبّاء السّرطان خلال الدّراسة: «مضى على معالجتي للسّرطان أكثر من 25 عاماً، وجميع من زارني من المصابين بسرطان الحنجرة كانوا مدخّنين».
فالتدخين عدوٌّ لدود لجهاز التّنفس، أحد أهمّ أجهزة الجسم على الإطلاق، كونه الجهاز الوحيد المتّصل بالمحيط الخارجي اتّصالًا دائماً، من خلال عمليتي الشّهيق والزّفير، وهو المصدر الوحيد لإمداد كلّ أعضاء وخلايا الجسم بالأكسجين اللازم لحيويتها.
كذلك للتّدخين أعراضٌ سيّئة كثيرةٌ، مثل: كثرة السّعال وتوقُّف نمو الجسم، وهبوط مستوى الذكاء، وعصبية المزاج، وقد أثبتت كثيرٌ من البحوث العلميّة، أن تدخين سيجارة واحدة أو سيجارتين كاف لأن يخفّض درجة حرارة الجلد في أطراف الأصابع.
وبالرغم من كل ما سبق يرى كثير من المدخنين أن الإقلاع عنه من الأمور الصّعبة، وهذا الاعتقاد خاطئ تماماً، فلو كان هذا صحيحاً لعانى المدخنون في نهار رمضان، ولعجزوا عن ممارسة حياتهم اليومية المعتادة خلال فترة الصيام التي تتجاوز العشر ساعات يوميًّا.
وما بقاء المدخّنين ساعات طويلة بدون التّدخين، إلّا دليلٌ واضحٌ على أنّ الإنسان يمتلك من القدرة وقوّة الإرادة، ما يمكّنه من التّغلب على إدمان هذه العادة المدمّرة لصحّته.
ويكتسب المدخّن خلال شهر رمضان فوائد عظيمة بسبب امتناعه عن السّجائر لفترات طويلة، أهمها ترويض النفس للامتناع نهائيًّا عن التّدخين، إضافة إلى تنظيف الجهاز التّنفسي، والتّخلص من أوّل أكسيد الكربون العالق به، كذلك فإنّ معدّل ضربات القلب وضغط الدّم يعودان إلى حالتهما الطّبيعيّة، وخلال أيام قليلة تتحسّن لدى المدخّن حاسّتا الشّمّ والتّذوُّق.
وبعد الإقلاع التّام عن التّدخين، تزداد فرصة المدخّن في التّمتع بحياته، وبعد عشر سنوات من الإقلاع، تقلُّ فرصة الوفاة بسبب سرطان الرّئة بنسبة من: (30 - 50 %)، وكذلك يقهر الجسم ـ بفضل الله ـ أمراض القلب والجهاز التّنفسي المزمنة.