المجموعة الوطنية، فهل من جديد في ملف حوالي 12 ألف لوحة ومنحوتة مهملة في فضاء غير مهيّأ ولا تتوفر فيه المواصفات المطلوبة؟
11.533 هو العدد الدقيق لمجموع الأعمال الفنية «الملقاة «بقصر السعيد من ولاية منوبة في ظروف تغيب عنها مواصفات الحفظ والصيانة مما تسبّب في تلف عدد من اللوحات التشكيلية الثمينة.
قرارات وزارية بعد الزيارة الفجئية إلى متحف قصر السعيد
مثّلت مهمة «الإنقاذ العاجل لاقتناءات الوزارة في مجال الفنون التشكيلية» واحدة من الأولويات الخمس لوزيرة الثقافة المُغادرة لطيفة الأخضر التي أكدت ضرورة «نقل هذا المخزون الوطني إلى فضاء سيهيأ حسب المواصفات المطلوبة في مجال حفظ الأعمال الفنية». وفي انتظار استكمال أشغال مدينة الثقافة التي ستضم من بين مكوّناتها وأقسامها متحفا للفنون، مازال أهل القطاع يلحون في المطالبة ببعث متحف للفن الحديث والمعاصر يقي الإبداعات الفنية من التلف و الضياع. وفي هذا السياق، قامت وزيرة الثقافة سنيا مبارك، ظهر أول أمس، بزيارة فجئية إلى متحف قصر السعيد بباردو للإطلاع عن كثب على الوضعية الكارثية للثروة الوطنية» وقد أعلنت الوزيرة على هامش هذه الزيارة عن القرارات التالية:» الإسراع في القيام بعملية جرد دقيق وكامل للمخزون الفني بالمتحف إلى جانب الشروع في تفعيل منظومة التأمين الذاتي لمخازن الأعمال الفنية، ومزيد العمل على حمايتها وصيانتها من التلف والاندثار نظرا لما يمثله هذا المخزون من قيمة تاريخية تعكس ثراء المنتوج التشكيلي والفني بتونس فضلا عما يترجمه من تجذر للهوية التونسية وخصوصياتها الحضارية.»
الجرد الرقمي ضروري ولكن ...
إن إنقاذ هذه الثروة الفنية هو ضرورة ملحة وحاجة عاجلة قبل انقضاض «الرطوبة» على بقية المخزون الفني. وفي هذا السياق، صرّحت المسؤولة عن إدارة الفنون التشكيلية «سناء تمزيني» لـ«المغرب» أن عملية نقل الأعمال الفنية من مقرها الحالي بقصر السعيد إلى فضائها الجديد ببهو المكتبة الوطنية ليست بالأمر البسيط والهيّن بل هي مهمة دقيقة للغاية إذ لابد أن تكون في مناخ من الحرفية والحذر حفاظا على سلامة الأعمال الفنية. وأضافت المسؤولة عن إدارة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة أن هذا الرصيد الفنّي يحتاج قبل كل شيء إلى التنظيف والتعقيم والترميم وهو ما يتطلب تنظيم حلقات تكوين لعدد من طلبة معاهد الفنون في هذا الاختصاص المفقود في تونس ! كما أشارت «سناء تمزيني» إلى أن عملية .....