على منصته وسط مقاطعة واسعة من كل شعوب العالم للكيان الصهيوني سيما بعد الإعلان عن «صفقة القرن». ولكن يبدو أن بعض صناع الأفلام العربية قد سقطوا في فخ التطبيع ولم تكن المخرجة التونسية منال العبيدي بمعزل عن شباك الإغواء الإسرائيلي...
من المنتظر أن ينطلق في الأسبوع المقبل في القدس المحتلة مهرجان سينمائي اختارت إسرائيل أن تسميه «مهرجان سينما الشرق الأوسط» بمشاركة 6 أفلام من دول عربية ومنها المغرب وسوريا والجزائر وتونس ومصر والسودان.
أفلام عربية في إسرائيل ولطفي بوشناق يرفض التطبيع
وقد أعلنت صفحة «إسرائيل تتكلم بالعربية» أن «مهرجان سينما الشرق الأوسط يهدف إلى إظهار أفضل الأعمال السينمائية في الشرق الأوسط للجمهور الإسرائيلي، وتسليط الأضواء على الحضارة والثقافة والناس في الدول العربية والقضايا التي تهمهم، وخلق جسر ثقافي بهدف توسيع العلاقة بين المجتمع الإسرائيلي والمجتمعات الشرق أوسطية المجاورة. والمشروع عبارة عن مبادرة من معهد «فان لير» و«سينماتك القدس». وقد نشرت الصفحة قائمة الأفلام المشاركة مرفقة بمعلقاتها الرسمية وهي: الفلم المصري «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام ، والفلم المغربي «صوفيا» من إخراج مريم بن مبارك، والفلم الجزائري «ما زلت أختبئ كي أدخن» للمخرجة ريحانة ، والفلم التونسي «على الأريكة في تونس» لمنال العبيدي ، والفلم السوداني «الحديث عن الأشجار» للمخرج صهيب جاسم الباري والفيلم اللبناني «قضية رقم 23» من إخراج زياد دويري.
ويبدو أن هذه الصفحة أخطأت في نسبة الفلم التونسي للمخرجة الجزائرية ريحانة بدلا من المخرجة التونسية منال العبيدي ، كما أشارت إلى مشاركة نادية لطفي على هامش عرض الفلم المصري «المومياء» وغاب عنها أن الفنانة المصرية الكبيرة قد غادرت الحياة في 4 فيفري 2020!
ومن الواضح أن إسرائيل لا تسعى إلى الاحتفاء بالأفلام والاهتمام بالفن السابع، بقدر ما تسعى إلى توريط السينما العربية في لعبتها القذرة والإيهام بالتطبيع السينمائي منتهزة جسر الثقافة والفن باعتبارهما «قوّة ناعمة» لاختراق القارات والأوطان.
وقبل أن يتمّ ذكر «على الأريكة في تونس» كعمل قد يشارك في مهرجان إسرائيلي، كان هذا الفلم يحصد التتويجات و النجاحات على غرار جائزة الجمهور في مهرجان البندقية... ولم يصدر إلى حدّ الآن عن المخرجة التونسية المقيمة في فرنسا منال العبيدي موقف توّضح فيه حقيقة عرض فلمها في إسرائيل من عدمه !
وفلم «على الأريكة في تونس» من إنتاج فرنسي لشركة «كازاك»، وتلعب دور البطولة فيه المغنية والممثلة الإيرانية غولشيفتيه فراهاني التي تعيش بدورها في فرنسا منذ 2009 وتحمل الجنسية الفرنسية بعد أن طردتها إيران بسبب ظهورها سافرة الوجه في فلم «أكاذيب دولة» إلى جانب ثلة من الممثلين التونسيين على غرار مجد مستور وجمال سياسي ورملة العياري وهشام اليعقوبي ....
وقد اختارت المخرجة منال العبيدي تصوير مشاهد هذا الفيلم الروائي الطويل الأول في مسيرتها في تونس لتروي حكاية فتاة تقرر العودة إلى وطنها تونس بعد أن درست علم النفس السريري في فرنسا لتفتح عيادة في حيّ شعبي. وفي هذه العيادة كان الاكتشاف لنماذج مختلفة من أفراد المجتمع التونسي، وتغير سلوكيات الأفراد إثر التحوّل السياسي الذي عرفته تونس.
وفي انتظار الوقوف على طبيعة تصرف المخرجة منال العبيدي تجاه هذه الدعوة الإسرائيلية في الأيام المقبلة، فإن الخبر السار والموقف المشرّف جاء من الفنان الكبير لطفي بوشناق الداعم للقضية الفلسطينية غناء وموقفا وهو الذي صرّح بأنه «رفض عرضا بقيمة 400 ألف دولار لأداء ديو مع فنان إسرائيلي».