للدورة 52 من المهرجان الدولي للصحراء من 19 ديسمبر الى 22 ديسمبر 2019 تحت شعار «جمال الصحراء وثراء التراث».
ومن بين أهم الأحداث الثقافية في نهاية الأسبوع المنقضي حفل توقيع المجموعة الشعرية الأولى للشاعر المتميز محمد الملوح باللطيف بدار المسرح والفنون بدوز وسط حضور كثيف بقدر حجم اشعاع وابداع الشاعر القومي بامتياز الملوح من قبل عشاق الشعر ومريديه من كل أنحاء نفزاوة وحتى خارجها.. هذا و قدم الشاعر توفيق الصغير حفل توقيع المجموعة الشعرية البكر للشاعر الكبير محمد الملوح باللطيف المعنونة بـ«كوامن» والمتضمنة لـ 19 قصيدة مرفقة بقرص صمم وقد غلافها الفنان المبدع توفيق الصغير وكتب مقدمتها الأستاذ الجامعي أحمد البخاري الشتوي.. ثم مداخلة وكلمة توضيحية للكاتب شكري بن محمد حول المبدع المحتفى به الشاعر والانسان و مولوده البكر ولمحة عن هذا الاخير وشاعريته وتوجهاته القومية وهمومه المجتمعية والوطنية .. ليكون الموعد مع كلمة للشاعر محمد الملوح والتي شكر فيها أساتذته من عمالقة الشعر الشعبي في دوز وفي تونس بدءاً بالعملاق محمد الطويل وعلي لسود المرزوقي والصادق بنمرزوق كما تقدم بتحية شعرية مؤثرة للمحتفين والحضور عموما:
«شرفتوني ونوٌرتوني
طربان معاكم ونغني
في مولودي هنيتوني
كل واحد يفخر ويثنٌب
حبابي بالحق تحبوني
وحبي للكم فات حسابا
وبكوامن قلبي وملحوني
مرحب بالناس المصوابا..»
تلتها بعض الكلمات المنوّهة بشاعرية محمد الملوّح والمنادية بضرورة التدوين للشعر الشعبي في الجهة وحثّ الباحثين عن ذلك ومن بين المتدخلين كل من الباحث بلقاسم بن جابر والأساتذة علي بالطيب والصادق بالطيب وجلال الشعينبي والشاعر الكبير محمد مبروك ..هذا ورصدت «المغرب» ارتسامات عدد من المهتمين بالثقافة والادب خصوصا بالجهة حيث اعتبر أ. على بالطيب ان حفل توقيع المجموعة الشعرية الاولى للشاعر محمد الملوح بالطيف من الأحداث المبهجة في مدينة الشعر والثقافة دوز وحدث مهم لمكانته الشعرية محليا ووطنيا وعربيا ومهم ايضا لأنه أول توثيق مطبوع له جعله مرقونا ومرفوقا بتسجيل صوتي في قرص وقد قام الشاعر الفنان توفيق الصغير بإخراجه بشكل بديع كما عودنا كما قدم الديوان الاستاذ المقتدر أحمد البخاري الشتوي وقدم حفل التوقيع الاستاذ شكري محمد والشاعر توفيق الصغير.. هذه تسعة عشر قصيدة من مجموع انتاجه الذي يقارب أربعمائة قصيدة سمعنا أكثرها في المناسبات القومية وفي الجامعات وفي دور اتحاد الشغل وفي المهرجانات والأعراس.. الف مبروك لشاعرنا ولمدينتنا بهذا المولود الجديد».. من جانبه وصف الباحث في الأدب الشعبي بلقاسم بن جابر هذه الأمسية بالعظيمة حقا تلك التي شهدناها اليوم بمناسبة توقيع المجموعة الشعرية الأولى للشاعر الكبير محمد الملوح باللطيف... حضور استثنائي ومداخلات شعرية وفنية رائقة وكلمة مؤثرة من قبل الشاعر وتدخلات مهمة من النقاد والمتابعين أثرت هذه الأمسية .. إنه فعلا يوم مشهود من أيام الشعر والثقافة بدوز فشكرا للأخ محمد الملوح باللطيف الذي جمعنا في هذا المحفل الكريم ومزيدا من العطاء والإبداع»..
الشاعر الشعبي محمد بوكراع هنأ المحتفى به وديوانه البكر من خلال الأبيات التالية:
«مولود في لربع عقود زياده
اليوم فرحته بميلاده
عصير فكر شهدوا بجودته نقاده
عصير فكر سايل حبره
خطط مسيره ثابته معتبره
عقود اربعه مالتجربه والخبره
لكل من قراها حاصله الإفاده
وديمه نتيجة من يطوول صبره
يجيه يوم باش يحققه مراده.. ».
هذا ووصف أ. منتصر كريم الديوان الشعري «كوامن» بأنه باكورة إنتاج شاعر الثبات على المبادىء مضيفا أن حفل توقيع إنتاج الشاعر الفحل محمد الملوح باللطيف أحد أبرز و أهم شعراء الجهة المحافظين على القيم والمبادىء العربية الأصيلة ومن أكثرهم غزارة شعرية ووضوحا في إعلان إنتمائه لقضايا الأمة بلا مواربة وهو من القلة القليلة التي ما بدلت تبديلا رغم كل الضغوطات .. وقد كان الرد من جمهوره جليا في كثافة الحضور وفي مشاركته الإحتفاء بباكورة إنتاجه المتمثل في ديوان «كوامن» المحتوي على 19 قصيدة إختارها الشاعر من بين أكثر من 400 قصيدة أخرى في شتى الأعراض الشعرية لم تنشر بعد و التي قد يأتي وقت طباعة بعضها في إصدارات لاحقة إن شاء الله. وعرفت الإحتفالية، تدخلات راقية من الحضور ومن الشاعر نفسه الذي غلبته العاطفة وكشفت عن بعض كوامن نفسيته تجاه من أفتقدهم في هذه اللحظة الفارقة من حياته حيث أنه لم يتردد في ذكرهم بالإسم عرفانا منه بفضلهم عليه ، أو تجاه من حضر من الأهل والأصدقاء ومحبي الشعر الشعبي من أجل مشاركته فرحة إصداره الأول..».
في نفس الإطار دون الباحث في الأدب الشعبي الشريف بن محمد «نفرح لكلّ مولود ثقافيّ جديد وتزداد قناعتُنا بأنّ تحويل القصائد الشفويّة إلى أَثَرٍ مكتوب يمنح محبّي الشّعر الشّفويّ فرصةَ تلقّي هذا اللّون الإبداعيّ موثّقا، كما يقدّم للباحثين خدمة جليلة من جهة المصادر والأرشيف.. وعسى أن تجد هذه الأعمال ( وغيرُها ) من يقوم بدراستها وإظهار ما تستحقّ من عناية».
اختتام هذه الأمسية الراقية كان من خلال شهادات شكر قدمها الشاعر محمد الملوح لكل من رآى أنه دعم هذا المنجز ومن ثم التوقيع والصور التذكارية..