عن الانتخاب كحق وواجب ودون التغيّب عن مراكز الاقتراع يوم الاستحقاق الانتخابي. وقد اختار عدد من المثقفين والجامعيين وحتى السياسيين أن تكون الورقة البيضاء خيارهم، اليوم، في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية 2019.
وعبروا عن ذلك في شكل بيانات رسمية أو تصريحات فردية وقد أعلنت ثلة من الأكاديميين والمبدعين وأطراف سياسية عن توّجهها بكثافة إلى مكاتب الاقتراع للانتخاب وعدم التخلف عن عملية التصويت حتى وإن كان الخيار ورقة بيضاء.
الورقة البيضاء موقف وخيار
يأتي تعريف الورقة البيضاء في القانون الانتخابي كما يلي: «هي كل ورقة تصويت لا تتضمن أية علامة مهما كان نوعها. تحتسب الورقة البيضاء ضمن الأصوات المصرّح بها، ولا تحتسب ضمن الحاصل الانتخابي.» وقد كشفت عديد الشخصيات الوطنية في بيان مشترك عن مراهنتها على «التصويت الأبيض» مبرّرة ذلك بأنها «أنسب وسيلة للتعبير عن مواطنتهم وعدم اقتناعهم بالعرض السياسي المقدم وتتمثل في الإقبال بكثافة على مكاتب التصويت ووضع ورقة في الصندوق لا تحتوي على أي خيار، وهو ما يعبّر عنه قانونيا بالورقة البيضاء».
نعم للتصويت ...ولكن
لم يكن خيار التصويت الأبيض مقتصرا على بعض الجامعيين والحقوقيين وعدد من أهل الفن والثقافة فحسب، بل كان أيضا موقف شخصيات سياسية وأحزاب على غرار «حزب الطليعة» الذي أصدر بيانا جاء فيه: «بخصوص الدور الثاني للانتخابات الرئاسية ندعو إلى ضرورة المشاركة بكثافة في توجيه رسالة عبر صناديق الاقتراع تؤكد الالتزام بموجبات العملية السياسية ومنها الاحتكام للصندوق من خلال التصويت بورقة بيضاء».
من جهته دعا حزب العمّال «كافة الناخبات والناخبين من مناضلات الحزب ومناضليه ومن نصيرات الجبهة الشعبية وأنصارها والقوى الديمقراطية والتقدمية إلى مقاطعة الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية». وقد اعتبر الحزب في خاتمة بيانه المطوّل أن « موقف المقاطعة سيكون رسالة إلى «الرئيس الجديد»، أيّا كان، حتى لا يدّعي أحقّية أو شرعيّة نابعة من أغلبية التونسيات والتونسيين لاستهداف دستورهم وحريتهم ومكاسبهم وحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وسيادة وطنهم».
ولئن بلغ عدد الأوراق البيضاء في الدور الأوّل من الانتخابات الرئاسية نحو 24 ألف ورقة، فهل ستزداد أم ستتناقص هذه النسبة من التصويت الأبيض في الدور الثاني من السباق نحو كرسي قرطاج؟