القادمة من مهرجان الحمامات؟ وما هي ملامح الفلسفة العامة للمدير الجديد في تسيير المركز الثقافي بالحمامات ؟
بعد الإخراج المسرحي لأعمال متميزة على غرار «وليمة الجرذان» و»المرحلة 32»... توّلى معز مرابط مؤخرا خطة إدارة المركز الثقافي الدولي بالحمامات بعد أن سبق هذا التعيين تسميته على رأس مهرجان الحمامات الدولي في دورته 52.
انفتاح على المدينة... واهتمام بالرقص المعاصر
في صائفة هذا العام يعانق مهرجان الحمامات الدولي دورته 52 بعد تاريخ امتد على أكثر من نصف قرن من الزمن، وعن استعدادات النسخة الجديدة ومستجدات الدورة القادمة، تحدث مدير المهرجان معز مرابط لـ «المغرب»، قائلا: «يمكن تلخيص المبادئ العامة والخطوط العريضة للدورة 52 من مهرجان الحمامات الدولي في ثلاثة محاور كبرى. ويتمثل الهدف الأوّل في انفتاح المهرجان على المدينة من خلال تنظيم عروض في قلب مدينة الحمامات وفي الفضاء الخارجي لمسرح المهرجان وتوسيع دائرة استقطاب الجمهور حتى تصل الثقافة والفن إلى أكبر قدر ممكن من المواطنين....أما الرّهان الثاني، فيكمن في الحفاظ على السمعة الطيبة للمهرجان بما هو عنوان التنوّع والانفتاح ، التميز والإبداع، الفنّ الراقي واللائق ...وفي الدورة 52 ستحضر جلّ الأنماط الفنية من مسرح وموسيقى وعروض فرجوية وأيضا الرقص المعاصر في إعادة اعتبار لهذه الممارسة الفنية التي ظلت مهمشة وثانوية. كما ستكون منّصة المهرجان فرصة لاكتشاف مواهب جديدة وإبداعات شبابية خلاّقة دون استبعاد الفنانين المرجعيين من الأجيال السابقة. وعموما نسعى إلى الإعداد لدورة تتناغم فيها الفنون وتتنوّع فيها العروض المميزة وغير المستهلكة بعيدا عن المنطق الربحي أو المنحى التجاري ... كما من المنتظر أن يحلّ فنانون عربا وأجانب لأول مرّة في تونس ضمن سهرات مهرجان الحمامات الدولي . وعلى صعيد ثالث، سنولي اهتماما كبيرا للجانب التنظيمي انطلاقا من تمكين الجمهور من اقتناء تذاكره إلكترونيا مرورا بتطوير التقنيات وإحداث تغييرات في إجراءات الدخول وصولا إلى الاهتمام بالجانب الاتصالي والتواصلي ...»
إعادة تهيئة وتأهيل للمركز الثقافي الدولي بالحمامات
في السنوات الأخيرة، تراجع نشاط المركز الثقافي الدولي بالحمامات بالرغم من قيمته التاريخية ورمزيته الثقافية وفرادته الجمالية، وفي هذا السياق قدّم مديره الجديد معز مرابط تصوّرا وطموحا لإعادة الحياة إلى هذا المركز الثقافي مصرّحا بما يلي:» لاشك أن المركز الثقافي الدولي بالحمامات في حاجة إلى إعادة تهيئة شاملة ليصبح قطبا ثقافيا ومركزا للإشعاع الفني على امتداد فصول السنة، فهذا المركز يملك من طاقة الاستيعاب والخلفية التاريخية والشهرة الثقافية ما يؤهله لأن يحتضن تظاهرات كبرى و ملتقيات دولية وألاّ يقتصر دوره على احتضان مهرجان الحمامات الدولي خصوصا بعد تغيير وضعيته الإدارية وحصوله على صفة مؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية. وإن كانت نقطة البداية، هي صيانة المكان والحفاظ على معالمه وترميم بنيته التحتية... فإن هدفنا هو تكثيف حجم أنشطة المركز ومضاعفة أدوراه في اتجاه تحويله إلى مقر للإقامة الفنية حيث يقيم الفنانون من مختلف الجهات وعواصم العالم للقيام بالتدريبات والتمارين في شتّى الفنون.وفي استثمار للبعد المتوسطي والعالمي للمركز الثقافي بالحمامات، فستكون خطة عملنا مرتكزة على الانفتاح على الطاقات الداخلية والشبابية وخلق فضاءات للتعاون الدولي من أجل أن يكون المركز محور حركيّة وديناميكية ثقافية وفنية، وطنية وعالمية على طول العام».
وبعيدا عن معز مرابط المدير تحدث معز مرابط الفنان عن تأجيل مشاريعه المسرحية بسبب مسؤولياته الجديدة في الوقت الذي من المنتظر أن تعرض فيه مسرحيته الجديدة «المرحلة32» بفضاء «دار باش حامبة» يوم 14 ماي الجاري في إطار فعاليات مهرجان الربيع. وقد سبق لأيام قرطاج المسرحية أن قدمت العروض الأولى من هذه المسرحية التي تؤسس لمفهوم المسرح التفاعلي وتبحث في جدلية العلاقة بين المكان والنص المسرحي في إحياء لذاكرة التراث المادي واللامادي ...