يأتي تأسيس أيام قرطاج السياحية ليدعم موقع بلادنا على خارطة دول الجذب السياحي ويعيد إليها السياح والأضواء ويراهن على سوق ساحة جديدة. وقد اختارت هذه التظاهرة أن تنتصب بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، لتكون رجع صدى للتفاصيل اليومية ونبضا للحياة في تونس تحت شعار «تونس كل يوم أحلى».
تحت إشراف وزارة السياحة و الصناعات التقليدية بالتعاون مع الديوان الوطني للسياحة التونسية و الديوان الوطني للصناعات التقليدية، بالشراكة مع بلدية تونس ، تختتم اليوم أيام قرطاج السياحية بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة دورتها التأسيسية التي تواصلت من 26 إلى 29 جوان 2019.
استمرار المهرجان انتصار لثقافة الحياة
بعد أن بدأت مؤشرات التعافي تظهر على جسد السياحة التونسية بعد انتكاسة وعلّة ما بعد الثورة، جاءت العمليتان الإرهابيتان يوم الخميس 27 جوان الجاري في محاولة بائسة لبث الرعب ونشر الهلع باءتا بالفشل الذريع. فلم تتوقف الحياة ولم يهجر الناس شارع الحبيب بورقيبة وواصلت أيام قرطاج السياحية نشاطها وترويجها لصورة تونس الجمال والاختلاف والحداثة وهي المنتصبة في قلب الشارع الرمز. وفي هذا السياق صرّح مدير الأيام سيف الله بن منصور لـ «المغرب» بالقول :»إن القرار بعدم إلغاء هذه التظاهرة السياحية والثقافية هو انتصار لثقافة الحياة وانتقام من ظلام الإرهاب ودعوته لثقافة الموت والتفجير ... فلن نترك لهم شارعنا الكبير ولا مدننا و لا جبالنا بل سنهزمهم بالمواجهة والاستهزاء من محاولتهم الجبانة في إخافتنا و إخلاء شوارعنا من الحياة والسياح... وهذا ما حدث فعلا فبعد حادثة التفجير وسط العاصمة بدقائق حلّ بخيام أيام قرطاج السياحة وفد كبير العدد من السياح الفرنسيين ولم يرهبهم ما حدث بل بالعكس ووعدوا بنشر أحلى الصور والحكايات عن تونس والتسويق لسياحتها وأسواقها ومعالمها...».
وأشار مدير هذه التظاهرة إلى أنه تم في المقابل تأجيل حفل اختتام أيام قرطاج السياحية إلى موعد لاحق على الأرجح في نهاية شهر جويلية نظرا للظروف الأمنية للبلاد والحالة الصحية لرئيس الجمهورية حتى يلتئم هذا الحفل الضخم في أحسن الظروف سيما وهو يستضيف شخصيات عالمية شهيرة.
ترويج للسياحة التونسية المتعددة الأصناف
بعيدا عن الصورة النمطية للسياحة التونسية وحشرها في فلكلور الشاطئ والبحر والسباحة ... تسعى أيام قرطاج السياحة إلى التعريف بالوجوه المتعددة للسياحة في بلادنا من خلال تنظيم معرض قرطاج السياحي لتقديم مختلف التخصصات السياحية من سياحة المؤتمرات والسياحة الإستشفائية والسياحة الصحراوية والسياحة الطبية والسياحة الدينية وسياحة المغامرات... إلى جانب التعريف بالصناعات التقليدية وبمختلف منتوجاتها.
وبخصوص صاحب الفكرة وميزانية أيام قرطاج السياحية في دورتها التأسيسية، أكد المدير سيف الله بن منصور أن الميزانية في حدود ألفي دينار فقط. أما بعث المهرجان فهو مبادرة مجموعة من الإعلاميين التونسيين للمساهمة في خدمة السياحة التونسية ردا على بعض الاتهامات المتجنية للإعلام بتشويه صورة تونس في الخارج.
وتسعى هذه التظاهرة التي تتزامن مع فعاليات المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون إلى استثمار فرصة حضور الشخصيات الأجنبية والمحطات الإعلامية العديدة وهي للترويج للسياحة التونسية.
وتراهن أيام قرطاج السياحية على وعي المواطن كشريك فاعل في القطاع السياحي وجعله كسفير للسياحة التونسية في جهته من خلال إرسال صور تروّج للسياحة وتبرز جمال تونس الفاتنة على الدوام على مواقع التواصل الاجتماعي التابعين للتظاهرة حتى تكون «تونس كل يوم أحلى».