نشرها الباحث «أنس الشابي» مرفقة بالتعليق التالي: «صورة البيت الذي ولد فيه شاعر تونس أبو القاسم الشابي والحالة المزرية التي أصبح عليها ... أنشرها للاعتبار والعظة»، أثارت الاستياء والاستنكار واستفزت جمهور المواطنين على ما لحق منزل شاعر تونس الكبير من هوان وسوء اهتمام !
لن نذهب بعيدا، إلى دول العالم المتحضر التي تجلّ مبدعيها وفنانيها ومشاهيرها في حياتهم ومماتهم فتشيّد لهم المتاحف التي يزورها مئات السياح سنويا، وحسبنا الالتفات إلى بلدان الجوار والعواصم العربية على غرار مصر التي خلدت أسماء و أشياء أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وطه حسين وغيرهم في متاحف تحوّلت إلى وجهات سياحية يقصدها الزوار من كل البقاع ...لنفيق على حجم «الكارثة» في تونس عندما يضيع «إرث» المبدع والفنان هباء منثورا وتصبح «آثاره» نسيا منسيا !
إن الأشياء البسيطة في حياة المشاهير بكل تفاصيلها الدقيقة هي ملامح من شخصية صاحبها و بصمات من هويّة مالكها سواء كانت أقلاما أو نظارات أو أوسمة أو طاولات أو مكاتب أو مسودات أفكار ...ولا شك أن بيت أبو القاسم الشابي بما هو علامة دالة على الجغرافيا والبيئة التي نشأ فيها الشاعر وساهمت في نحت مسيرته الشعرية ، في أمسّ الحاجة إلى الترميم وإعادة التهيئة وهو على حافة الانهيار ! فهل من تدخل عاجل قبل تهاوي بيت شاعر الخضراء أبو القاسم الشابي ومعه جزء من تاريخ تونس الشعري والأدبي؟