بسبب فيلم «لقشة من الدنيا» لنصر الدين السهيلي: اقتحام بلدية «وادي الليل» واعتداء على جمعية «بازار»

بعد أن استحوذ فيلم «لقشة من الدنيا» أو «سوبيتكس» للمخرج نصر الدين السهيلي على الصدى الواسع

في الدورة 29 من أيام قرطاج السينمائية لأنه فيلم وثائقي طويل غاص في هامش المجتمع التونسي ليرينا صورا من الواقع نتحاشاها ونتناساها حتى لا تقضّ مضاجعنا فكان شهادة حقيقة عن قبح قاع العاصمة وبشاعة «باب الجديد» خلف أسوار المدينة العتيقة التي تعشق عطرها وسحرها لا زال هذا الفيلم يثير الجدل بما هو فيلم عن الفقر والإدمان والعنف بوقع المفاجأة المربكة والصدمة المخيفة عن تونس التي عرفناها ولم نعرفها بعد!
مرة أخرى يكون فيلم «لقشة من الدنيا» موضع استفزاز واحتجاج بعد عرضه مؤخرا في قاعة بلدية «وادي الليل» بولاية منوبة من طرف جمعية «بازار».

تهجم بحجة احتواء الفيلم على «كلام بذيء»
في إطار حملة «أحنا خير من هكا» التي جاءت لنفي تصنيف وادي الليل ضمن المناطق الأكثر جرمًا في تونس قامت مؤخرا جمعية «بازار» ببرمجة عرض «لقشة من الدنيا» فإذا بها تقع ضحية التهجم والاعتداء جراء هذا الخيار. عن تفاصيل الواقعة روى رئيس الجمعية زياد جوادي لـ«المغرب» ما يلي: «في سابقة خطيرة من نوعها، اقتحم شخص محسوب على تيار فكري معيّن قاعة بلدية وادي الليل خلال عرض فيلم «لقشة من الدنيا» وحاول إيقاف الفيلم بتعلة احتوائه على «كلام بذئ». كما قام هذا الشخص بالاعتداء على عضو من أعضاء جمعية «بازار» بعد محاولة منعه من إيقاف العرض. وللإشارة فإن عرض فيلم نصر الدين السهيلي كان في إطار حملة «أحنا خير من هكا» التي جاءت لنفي تصنيف وادي الليل ضمن المناطق الأكثر جرمًا في تونس وكانت جمعية «بازار» مساهمة وحاضرة في جميع اجتماعات لجنة الثقافة والتربية برئاسة الأستاذة رفيعة بوذينة زيادةً عن حضور إجتماع أمني بحضور والي منوبة والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية بولاية منوبة الذي تعاطى إيجابيًا مع فكرة الحملة. وكان من مخرجات لجنة الثقافة تكليف جمعية «بازار» بتأثيث يومين (2 و3 فيفري

2019) من النشاط.. فقررنا عرض فيلم «لقشة من الدنيا» نظرًا لما يطرحه الفيلم من مواضيع حساسة (الإدمان، الفقر...) مع التنصيص على أن العرض ممنوع على الأقل من 16 سنة. وهذا ما تم تنفيذه خلال دخول المتفرجين حيث تكفلنا بالتدقيق في سن المشاهدين. وبعد أن انطلق العرض اقتحم شخص مجهول القاعة ودون أن يشاهد ولو مقطعا من الفيلم أراد إيقاف العرض، وعند محاولتي إخراجه من القاعة بسبب التشويش على المشاهدين قام بدفعي فتدخل عضو الهيئة المديرة بجمعية «بازار» عزيز طرابلسي لإبعاد هذا الشخص فقام بدفعه أيضًا ! وبعد محاولات أخرجناه من القاعة فاتجه إلى مركز الأمن ثم عاد وقام بهرسلة حارس البلدية ليغير أقواله عند التحقيق... وبعد أن ثبت أن هذا الشخص سبق وأن اقتحم بعنجهية الجلسات المفتوحة للبلدية وستقوم رئيسة لجنة الثقافة رفيعة بوذينة برفع تقريرها إلى رئيس بلدية وادي الليل».

كانت حادثة وادي الليل آخر حلقات مسلسل الاعتداء على حرية التعبير والإبداع ومحاكمة أهل الفن ... وربما لن تكون الأخيرة في ظل انتصاب محاكم التفتيش في كل مكان!

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115