فرقة «اسكندريلا» ضمن فعاليات المهرجان العربي للأغنية الملتزمة: الشعب يريد الورد والورد يريد الشعب في الميادين

غنوا، حاربوا بالكلمة، اسلحتهم كانت الكلمة القوية قوة الرصاص، قاوموا العسكر واسلحته بالغناء،

تجاوزوا الاخوان وتكفيرهم بتجمعاتهم في الميادين ورفع نوتات الموسيقى عاليا تصرخ للحرية إلى حد ان بلغ صداها السماء، قالوا اجمل الشعارات، رددوا صحبة الملايين «الشعب يريد الورد في البساتين، والورد يريد الشعب في الميادين» من خضم الظلم الاجتماعي ولدت كلماتهم الرافضة للظلم ومن بؤس الواقع العربي ولدت اغاني تنادي بالكرامة والوحدة وترفض سيطرة السياسي على الانسان.

من ارض الكنانة جاؤوا الى ارض الياسمين، من مصر حملوا اجمل اغاني الصمود ليقدموها في المهرجان العربي للأغنية الملتزمة، جاؤوا محملين بكلمات صاخبة وصادحة وصادقة واغان تعبر عن ارادة الشباب التي لا تكسر، هم فرقة اسكندرلا التي يقودها العازف حازم شاهين صحبة مجموعة من العازفين والمغنين.

الشيخين سيد درويش وامام لا يموتان حتما
دقات العود تشبه نبضات القلب، يلامس وتر العود بكل حب كأنه يكتب تراتيل الحلم لينشرها في المكان، صمت مريب كأنه لحظات انتظار الاعلان عن جائزة ما، الكل في حضرة سيدة الزمان الموسيقى صامت خاشع في جلالة مقاماتها وأبهة نوتاتها، اولى المعزوفات ونقرات العود كانت لأغنية «اهو دا الي صار» للشيخ سيد درويش التي افتتتح بها الحفل ليختتم برائعة «شيد قصورك» للشيخ امام.

كلماتهم خالدة الحانهم لا تموت لأنها تمس الانسان وتنبع منه، كلماتهم ظلت شعارات كل الحالمين والتواقين الى الحرية، اغانيهم كانت ولازالت شعارات للمتمردين والثوار في كل الدول العربية، الشيخان النابغان اللذان تركا اجمل الكلمات والالحان والاغاني الصادقة هما نبراس كل الفنانين الحالمين ومن حب حازم شاهين لهما ولدت مجموعة اسكندريلا.
الشيخ سيد درويش والشيخ امام كانا حاضرين في دار الثقافة ابن رشيق روحيا، حضرا من خلال أغاني «يا فلسطينية» و«شيد قصورك» وأهو دا الي صار» وغيرها من الاغاني الخالدة خلود روحيهما.

لهما قدمت مجموعة اسكندرلا مجموعة من الأغاني احياء لروحيهما واعترافا بدوريهما في تاثيث الاغنية الملتزمة المنحازة الى الطبقات الكادحة ومن حب حازم شاهين لهما ولدت مجموعة اسكندرلا اذ يصرح مؤسس الفرقة وقائدها ويقول «منذ طفولتي كنت اري الشيخ امام كثيرا في بيتنا بحكم صداقته لوالدي المناضل حسين شاهين وكنت اسمعه يردد اغاني سيد درويش فأحببت الاثنين ودرست في معهد الموسيقي العربية وايضا في بيت العود الذي تعرفت من خلاله علي اصدقاء اكتشفت حبهم للشيخ امام مثل اشرف نجاتي وشادي مؤنس وبدأنا في تقديم اعمالنا في سهراتنا الخاصة ثم للاهل والاصدقاء والمعارف وعندما لاقينا استحسانا من الجميع فكرنا في توسيع قاعدة المتلقين فذهبنا الي ساقية الصاوي التي طلبت منا ضرورة وجود اسم للمجموعة وتذكرت بالمصادفة اسم اسكندريلا الذي كنت اطلقه علي مجموعة من شباب الاسكندرية حين كنا نقدم بعض الاغنيات معا فسجلت الفرقة بهذا الاسم حتي تسمح لنا الساقية بالعرض الذي فوجئت بنجاحه الشديد وتأكدنا ان «الجمهور مش عايز كده»وكان هذا في عام‏2005‏ فانطلقنا لتقديم اعمال سيد درويش والشيخ امام بشكل جديد».
ومنذ العام 2005 الى 2019 تعد فرقة اسكدنرلا من اشهر المجموعات التي حافظت على طابعها الملتزم فهي تنحاز إلى الوطن والمواطن ضد السياسي ايا كان انتماؤه علماني او عسكري او اخواني، فهم يغنون لمصر البهية وللمصريين الحالمين وفي ابن رشيق ارسلوا شيفرات الحلم للحضور. وقالوا «الشعب يريد الورد في البساتين، الورد يريد الشعب في الميادين، مصر نشيد غناء المصريين، الشمس اكيد حتنور السنين ،الفجر سعيد بنصر المنتصرين ومصر نشيد غناء المصريين».

اسكندرلا : الاغنية التزام
ينقدون الجميع، يحملونك للتجول معهم حيث ربوع مصر الساحرة ويجعلونك تعايش المواطن وتستمع الى هواجسه وافكاره من خلال نقرات العود مع كل أغنية تنبض من المواطن من احلامه وحبه لوطنه، ينحازون الى الشباب دوما، كل كلماتهم تعلي صوت الشباب شرارة الثورة والحالم بتحقيق اهدافها ونجاح مصر، للثورة والثوار واحلام الشباب يرفضون تواجد السياسي ويغنون:
العب سياسة يا سياسى
لعبك هواه ضد حماسى
أنا ماشى ورا قلبى مصدق
أن الأمل راح يتحقق
شايل فى روحى شمس زمان
شايف بعينى فجر الغد
طريق جميل فى النور ممتد
مشقوق بيد
شباب بجد
ثوار جمال فى عمر الورد
هم اللى عارفين العنوان
هم اللى حيتموا الدورة
هم اللى قاموا بالثورة

فالثورة انجزها الشباب ولازالوا يصرون على مواصلتها ومجموعة اسكندرلا كانت جزءا من الثورة المصرية فالميادين جمعتهم وحب البلاد وحدهم ليرفعوا الموسيقى ويشحذوا همم الثورا ويطالبوا باسقاط النظام اولا ثم اسقاط حكم الاخوان والاصرار على مواصلة ثورتهم الشبابية بنوتات متمردة ثائرة قوية عزفوا بعضها في دار الثقافة ابن رشيق.
نوتاتهم جميلة تدغدغ الذاكرة، فرقة أعضاؤها جد متلازمين يشعرونك انهم فرد واحد، تماهت موسيقى العود الجميلة مع نوتات القيثارة الصامدة وصوت الايقاع لتعديل التسابق الموسيقي، في تونس وامام جمهور يحفظ اغلب الاغاني ويرددها حملوا جمهورهم الى أول أسبوع من الثورة المصرية وقالوا بصوت واحد «راجعين» ويقولون في الاغنية «راجعين يا حياة راجعين بقلب جديد، راجعين بأمل بيزيد، شجر يروح لامان شجر يقول اناشيد راجعين من الماضي رايحين عالمستقبل، بعزمنا الماضي الدنيا تصبح اجمل، يا حياة يا حرية يا روح مصرية، كلمة وقلناها الدنيا تسمعنا، بلدنا معناها قلوب تجمعنا» أغنية تنشر الأمل وتدعوا إلى مواصلة الحلم.

في دار الثقافة ابن رشيق كان اللقاء استثنائيا، لقاء موسيقي مسرحي فميزة الفرقة هي مسرحة اغانيها فهم لا يكتفون بالغناء فقط وانما تكون تعابير الوجه وطريقة تغيير الصوت حسب الأغنية وما يتطلبه المشهد مع اضافة «الاراجوز» أو «مسرح العرائس» لبعض الاغاني، هم يغعنون ويمسرحون كلمات الاغاني لاثبات ان الفن الملتزم ليس مجرد كلمة وإنما هو فن متكامل يشمل كل الفنون واسكندرلا في طريقة ادائها تمنح الاغنية روحا أخرى.

لقاء مع الكلمة الملتزمة والصادحة بكل تعابير الثورة، دعوة متجددة لمواصلة الحلم ومواصلة مسار الثورة، تنديد بالظلم ورفض للسياسة، انحياز للوطن والوطنيين، ايمان بالمواطن وحقه في ثروات بلده ورفض للتطبيع جميعها شعارات وعبارات تقولها مجموعة اسكندرلا في اغانيها لتقول «يحكى ان» الاغنية التي ميزتهم، أغنية ترفض التطبيع ويقولون فيها «يحكى ان، سرقو بلادنا اولاد الايه، كان يا مكان سرقوا بلادنا الامريكان، يحكى ان ان جيل وراء جيل سرقوا فلسطين اسرائيل، يحكى ان راح يدخلو بغداد العصر والمغرب راح يدخلوا مصر»، كما انهم قدموا اغنية «بالعبري الفصيح» اغنية كانها موسيقى عسكرية وهي اغنية ساخرة يتهكمون فيها من المطبعين الذين يرددون قولة فلسطين ارض لليهود وينفون قيام الصهاينة بمجازر في صبرا وشتيلا وغزة وغيرها من المناطق فيغنون «حبل المودة توصل، وبقينا سمن وعسل،دم الضحايا اتغسل، وخلاص ما فيش اعداء، رايحين لتل ابيب متعشمين في النصيب، نلقى في هواها حبيب قاتل عشر ابناء ، يا دمعي بطل تجري شوف الحمام القبري ينشد هنا بالعبري ويغني للاسماء».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115