هند النصرواي: الغناء شكل من أشكال الحرية

شامخة شموخ جبال تالة، عنيدة عناد حجارتها، وبهية بهاء تاريخها، عميقة عمق حكايا الذاكرة

الحية التي لن تموت، متمسكة بهويتها وذكرياتها بلهجتها التونسية وبالأغنية التونسية كلمة ولحنا، تؤمن ان الموسيقى حياة والموسيقى تمرد على السائد، مخصتة اكاديميا في الغناء الاوبيرالي لكنها متشبثة بجذورها التونسية كشجرة زيتون لا تنحني أو نخلة شامخة أبدا.
هي الفنانة هند النصراوي عاشقة صليحة وعاشقة الموسيقى التونسية، تصنع الحدث كلما غنت ومن خلال اعادة اغاني صليحة وتقديمها بشكل اكثر حياة عادت الى الساحة الفنية بعد غياب فهند كما صليحة صاحبة صوت قوي ومميز وحضور ركحي مبهر.

أعشق صليحة لأنها جزء مني ومن هويتي
حالمة مبتسمة دوما لكلماتها سحرها على المستمع رصينة كما العجائز و ضحوك كطفلة صغيرة لا تكبر لحضورها الركحي سحره، تونسية حد النخاع، متمسكة بهويتها الموسيقية ومتعة اللهجة التونسية في الاغنية من ربوع تالة تنحدر اصولها هناك في حضن طبيعة ساحرة وتاريخ عريق وجرأة وقوة ولدت الفنانة الحالمة المؤمنة بقدرة الفنون على التغيير منذ الطفولة درست الموسيقى واختصت في الة التشلو الجملة المميزة بنوتاتها الغامضة و الجميلة، وبعد الباكالوريا درست في المعهد العالي للموسيقى واختصت في تقنيات الغناء الغربي، البلوز و الجاز ولكن حبها للكلمة التونسية جعلها تعود دوما الى الاصول ولا تنسى أنها تونسية الأصل والهوية تقدم ألحانا غربية معروفة بكلمات تونسية على غرار أغنية les feuilles mortes

حيث حافظت على اللحن مع اضافة كلمات تونسية عن الحب تقول فيها «تتفكرشي كنا صغار، ضحكنا ديما مالي الدار، لعبنا، فرحنا، رحنا، تتفكرشي ايامي معاك، لما حلمنا بالنجمات، أنا حلمت نولي قمرة» وهند اليوم كما القمر تضيء سماء موسيقاها بالوان جميلة وضوء خافت ممتع يدفعها للحلم ومواصلة مسيرة فنية مختلفة.

هند النصراوي فنانة تحلم وتسعى لتحقيق الحلم فنانة اختصت في الاوبرا والجاز ومن الموسيقى الغربية اكتسبت قوة الصوت وطوعتها للتغني التونسي بقوة وجرأة، تجربتها الفنية انطلقت منذ اعوام بتكريم كبار الفنانينن على غرر تكريم وردة في مهرجان سوسة الدولي للعام 2012، لكن تكريم صليحة كان الاقرب الى هند وجمهورها فاغاني صليحة وكانها جزء من فنانتنا، تغني لصليحة بكل الحب، تختلف عنها في تقنيات الغناء لكنها تعطي للأغنية من روحها» خاطر صليحة ذاكرتي، صليحة الطفولة والكلمة التونسية المزيانة» كما تقول كلما سألت عن غنائها لصليحة وتضيف «اود تكريم كبار الفنانين، لكن صليحة الاقرب واغنيها بطريقتي وروحي، احافظ على اللحن والكلمة الاصلية مع اضافة نفحة من موسيقى غربية ولمستي الخاصة».

غناء هند لصليحة وأداؤها لأغانيها انطلق منذ 2014 حين كرمتها في مئويتها بعرض في افتتاح تظاهرة 24ساعة مسرح بالكاف عرض لقي اعجابا كبيرا حتى اصبح مطلبا جماهيريا ووفاء هند لصليحة جعلها تختار إنجاز فيديو كليب مع تلاميذها لمجموعة من اغاني الراحلة صليحة بطريقة هند النصراوي فيديو اختتمت به العام 2018 لتستقبل العام 2019 بإيمان بقدرة الموسيقى التونسية على منافسة كل موسيقات العالم.

الطفولة مبدعة فأنصفوها
تونسية محبة لموسيقاها ومتمسكة بجذورها تحب الكاف وأهازيجها وتميل الى التراث التونسي بكل تلويناته لأنه جزء من روحها تغني كالأطفال الصغار دون خوف، لابتسامتها سحر كضوء ينير فضاءات القلوب المظلمة، تونسية لها بصمتها الخاصة في اللباس ايضا فالخمسة التونسية او الخلة لا تغيب عن لباس هند تقليديا كان او عصريا.
هند النصراوي ابدعت وتلاميذها في اخر فيديو كليب كرمت فيه صليحة،، هند لم تغن لوحدها وإنما صاحبتها مجموعة من الاطفال وهم نور عياري وعائشة بوخشينة ولينا العايب ومرام منصور وملاك رياحي وسيرين رياحي غنوا معها بكل تلقائية دون توجس من الكاميرا فكان اللقاء حميميا تلقائيا كلقاء الام بأطفالها.

وهند النصراوي من المدافعات عن قدرة الطفل على الابداع « الصغار محلاهم، طاقات لأطفال غير محدودة بل الكبار هم من يريدون الحد من قدرة الطفل، منذ توليت التدريس وتلاميذي جزء من اعمالي سبق وان صعدوا معي على الركح في مهرجان سوسة الدولي واليوم جزء من الفيديو كليب، الاطفال مبدعون ويجب ان نوفر لهم الفرصة ليحلموا ويتميزوا» كما تقول الفنانة عن مشاركة الاطفال في الغناء.

هند النصراوي فنانة تونسية تصنع مسيرتها الفنية بخطى حقيقية ورغبة صادقة في صناعة الاختلاف لها العديد من الاعمال الخاصة نذكر منها «تتفكرشي» و«نحبك ما لا» التي صورتها في فيديو كليب بتقنية الكاريكاتور وهي بصدد التحضير لعمل موسيقي ضخم تونسي سيكون في شهر مارس 2019 بالمسرح البلدي عرض «يمس تونس ويعبر عنها» كما تقول هند.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115