الذي تسبح في فلكه تفاصيل المهرجان وفقراته احتفالا بمرور 35 سنة على تأسيس المهرجان الذي حمل لواء التأسيس والتجديد في المشهد المسرحي العربي والإفريقي وقدّم أهم التجارب الطليعية في الفن الرابع. وتهتم دورة هذا العام بالتوثيق والتأريخ وجمع شظايا الذاكرة المتناثرة في ثنايا الماضي من خلال معرض توثيقي وجدارية للمسرح التونسي...
تصافح أيام قرطاج المسرحية جمهورها بـ 159 عرضا و117مسرحية منها 16 عرضا للأطفال و5 عروض في السجون ضمن بانوراما من العروض وفسيفساء من المسرحيات تتواصل من 8 إلى 16 ديسمبر2018. وفي ندوة صحفية التأمت أمس بمدينة الثقافة كشف المدير حاتم دربال عن تفاصيل المهرجان في دورته العشرين.
فلسطين في الافتتاح على ركح يجمع المسرح والشعر
بعد أن ظلّ مهرجان أيام قرطاج المسرحية ينتقل في كل موسم من فضاء إلى آخر وأحيانا يوّزع فقرات يوم افتتاحه على أكثر من مكان تأتي مدينة الثقافة لتسد هذا الفراغ وتحل الإشكال حيث ستحتضن قاعة الأوبرا التي تتسع لـ 1800 مقعدا احتفالية الافتتاح الرسمي هذا العام . ولأن الدورة 20 تحتفي بضيفين ومسرحين وهما المسرح الفلسطيني والمسرح البوركيني، فسيكون الافتتاح فلسطيني الهوى والهوية. ويمنح المهرجان ركح سهرة الافتتاح إلى مسرحية «مروح ع فلسطين» من إخراج ميكائيلا ميراندا. وهذه المسرحية هي مثال لمسرح الشارع الذي تم إنشاؤه سنة 2016 من إنتاج مسرح الحرية كجزء من مشروع المسرح التفاعلي كأداة للتغيير الاجتماعي، وهو عمل فني من قصص حقيقية تم اقتباسها من السكان الأصليين في فلسطين بأماكن متنوعة من الأغوار إلى المناطق المحاذية للجدار فالمخيمات وصولاً إلى تجمعات البدو. وتدور أحداث المسرحية حول شخصية الشاب الفلسطيني جاد المولود في الولايات المتحدة الأمريكية الذي قرر لأول مرة في حياته زيارة موطنه، رغبة منه في معرفة المزيد عن شعبه وهويته، ليكتشف أن الواقع يختلف كثيراً عما يراه في الأخبار فتتالى قصص القوة والمقاومة والصمود.
وفي انفتاح على الفنون الأخرى سيكون الافتتاح أيضا على إيقاع الأوزان الشعرية في استضافة للشاعرين الفلسطينيين مريد البرغوثي وتميم البرغوثي في قراءات شعرية لقصيد الكفاح ونشيد الحياة.
رؤوف بن عمر: الصرامة كانت مقياسنا في لجنة المشاهدة
لم تنج الدورة الفارطة من أيام قرطاج المسرحية من سهام النقد وصيحات الاستنكار بحجة أن بعض العروض لم تكن تستحق الصعود على ركح المهرجان العريق. وفي هذا السياق أكد رئيس لجنة المشاهدة وانتقاء العروض رؤوف بن عمر صرامة اللجنة في تقييم الملفات المترشحة حيث تم النظر في 100 ترشحا من جملة 150 ملفا لم يستجب 50 منها للشروط المطلوبة ليقع اختيار اللجنة في نهاية المطاف على حوالي 10 عروض حصلت على معدل مقبول حيث تم إسناد أعداد تقييم لمعايير الإبداع والابتكار والنص المنطوق وأداء الممثلين والتصور الإخراجي والإيقاع والسينوغرافيا والموسيقى والمؤثرات الصوتية.. وتتكون هذه اللجنة التي يرأسها الفنان رؤوف بن عمر من الأعضاء هشام بن عيسى ومحمد مومن ونورالدين الورغي ورمزي عزيز والمقرّر سيف الدين الفرشيشي.
ويخوض غمار التنافس على خشبة أيام قرطاج المسرحية 11 عرضا عربيا وإفريقيا. وستكون تونس حاضرة في المسابقة الرسمية من خلال اثنين من العروض وهما عرض «جويف» للمخرج حمادي الوهايبي وهو عمل يغوص في المسكوت عنه و يحاور موضوعا حساسا هو مكانة اليهود في تونس اجتماعيا وثقافيا وسياسيا... أما العرض الثاني فيحمل عنوان «ذاكرة قصيرة» للمخرج وحيد العجمي وهذا العرض عبارة عن كوميديا سوداء تعرّي النظام السياسي والبناء المجتمعي في مواجهة قيم تالفة وأفكار بالية ومنظومة سلوكية فاسدة.
وستحتكم عروض المسابقة الرسمية إلى لجنة تحكيم يرأسها حمدي الحمايدي من تونس ويمثل أعضاءها كل من زياني شريف عيّاد من الجزائر وشادية زيتون من لبنان وهشام كفارنة من سوريا وموابيلاي مبونقا من الكونغو والمقرّر كمال علاوي من تونس.
تكريم لهيئات ومهرجانات وتتويج لوجوه مسرحية
يحتل التكريم في الدورة 20 من أيام قرطاج المسرحية حيزا واسعا من برنامج المهرجان حيث يتخذ أشكالا عديدة ويشمل وجوها كثيرة. وفي استذكار لأسماء مسرحية فقدتها تونس ما بين الدورة الماضية والراهنة يحيي المهرجان ذكرى كل من حاتم بالرابح ومحمد البوري وخديجة السويسي وأحمد معاوية وفتحي النغموشي والمنصف الأزعر. وتهدي الدورة 20 من أيام قرطاج المسرحية ورود التكريم إلى كل من صباح بوزويتة ولطيفة القفصي ودليلة مفتاحي ومنصور الصغيّر وصابر الحامي وبحري رحالي من تونس وغنّام غنّام من فلسطين وعبد الله راشد من الإمارات العربية المتحدة وخالد الطريفي من الأردن وحسن كوياتي من بوركينا فاسو وكارول مولنكا كارامارا من رواندا. ولن يقتصر التكريم على الوجوه المسرحية بل يشمل أيضا المركز الدولي لدراسات الفرجة بالمغرب والهيئة العربية للمسرح والهيئة الدولية للمسرح ومهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي ومهرجان الفنون الركحية أبيدجان.
إلى جانب التكريمات، يمنح المهرجان وسام التتويج إلى قامات مسرحية ساهمت في إرساء مسارات فكرية وجمالية وإبداعية في المسرح التونسي والعربي والإفريقي على غرار منى نورالدين وعبد العزيزالمحرزي من تونس وأسعد فضة من سوريا وحسن المنيعي من المغرب وأحمد أقومي من الجزائر وويلي سوينكا من نيجيريا وعبد الرحمان أبو زهرة من مصر وسامي عبد الحميد من العراق.