كواحدة من أهم وأشهر المخرجات ممن اكتسحن بقوة أكبر المهرجانات في العالم وأبيْن إلا أن يَعدن بالتتويج ويظفرن بكبرى الجوائز السينمائية.
في كل مرة تطالعنا فيها كوثر بن هنية بفيلم جديد سواء أكان قصيرا أو طويلا، روائيا أو وثائقيا... إلا وأدهشتنا كاميراها المتفردة في زواياها وصورها وأربكتنا لغتها السينمائية المتميزة في جمالياتها ورؤاها ... فليس من الغريب أن ترحب بأفلامها أهم المهرجانات العالمية على غرار كان ولوكارنو وبرلين... وقد كانت كوثر بن هنية أبرز الأسماء في حقل السينما التي اقترن ذكرها بالتتويج سنة 2017 بعد أن حاز آخر أفلامها «على كف عفريت» على جوائز عديدة وظفر بالفوز على أعرق منصات الفن السابع... أما في سنة 2018 فقد تم اختيار كوثر بن هنية عضوة في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية في الدورة الأخيرة من أيام قرطاج السينمائية.
وبعد «الشلاط» و«زينب تكره الثلج» و«يد اللوح»... تستعد المخرجة التونسية صاحبة الكم الهائل من الجوائز لإخراج فيلمها الجديد الذي يحمل عنوان «الرجل الذي باع ظهره» وقد تحصل هذا الفيلم الروائي الطويل على دعم بقيمة 500 ألف دينار من وزارة الشؤون الثقافية بعد أن حاز على موافقة لجنة التشجيع على الإنتاج السينمائي بعنوان سنة 2017. كما حاز الفيلم على منح مساعدة من طرف عدد من المهرجانات العالمية على غرار صندوق الصورة التابع للمنظمة العالمية للفرنكفونية...
وفي فيلمها الجديد «الرجل الذي باع ظهره» نجحت كوثر بن هنية في استقطاب اهتمام الممثلة وعارضة الأزياء الايطالية مونيكا بيلوتشي التي كشفت في حوار لها مع صحيفة «باري ماتش» أنها وافقت على الظهور في فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية بعد أن شاهدت فيلمها الأخير «على كف عفريت» في مهرجان كان السينمائي.
ويروي فيلم «الرجل الذي باع جلده» قصة لاجئ سوري في بيروت يدعى سامي علي يعيش في بؤس وضنك في مخيمات اللاجئين إلى أن يبتسم له الحظ صدفة فيلتقي بفنان أمريكي مشهور ينتشله من الهامش ليدخله إلى عالم الشهرة والأضواء.... لكن حياته الجديدة لم تنسه حبه القديم فيسعى إلى التحرر من هذه «الورطة» لاستعادة حبيبته...
وإن يصف النقاد كوثر بن هنية بأنها أيقونة السينما التونسية في جيلها الشبابي فإنها تبّشر بصخب جميل وتعد بألف تتويج وتتويج وإشعاع للسينما التونسية.