مشرفا في أبرز المهرجانات السينمائية العالمية على غرار «كان» و»برلين» و»البندقية»...
صندوق أبو ظبي لدعم الأفلام «سند» (الإمارات)، المورد الثقافي (مصر)، صندوق شباب المسرح العربي (بلجيكيا)...هي نماذج من الصناديق المانحة للأعمال الثقافية والفنية العربية. و»سند» هو صندوق خاص لتمويل الإنتاجات السينمائية في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج. يوفر الصندوق للسينمائيين العرب الموهوبين دعما ماديا لتطوير أو إكمال أفلامهم الوثائقية أو الروائية الطويلة. كما يقدم «سند» الدعم والترويج على مدار العام للمشاريع المختارة، بغية مساعدة صانعي الأفلام للتواصل مع شركاء محتملين، والحصول على مزيد من فرص التمويل والتواصل مع الجمهور.
«سند»... وبلوغ «الأوسكار»
لا يقتصر دعم صندوق «سند» لمشاريع الأفلام على التمويل فحسب، بل إنه يساندها في مراحل الإنتاج المختلفة، وصولا إلى إطلاق الفيلم رسميا وتوزيعه في الأسواق المختلفة. وعادة ما تسجل الأفلام العربية المموّلة من «سند» حضورا لافتا في عدد من المهرجانات السينمائية البارزة على غرار»كان» و»مهرجان البندقية» و»مهرجان برلين»... وصولا إلى «الأوسكار».
في غضون هذا العام تمكنت 3 أفلام عربية مدعومة من صندوق «سند» من قنص جوائز مهمة في الدورة الـ 66 لمهرجان برلين السينمائي الدولي من 11 إلى 21 فيفري الماضي، منها الفيلم التونسي «نحبك هادي» للمخرج محمد بن عطية الذي تلقى دعما من «سند» في مرحلتي التصوير وما بعد الإنتاج. وقد تحصل هذا العمل السينمائي على جائزة أفضل عمل روائي أول، والتي وصلت قيمتها إلى 50 ألف يورو، فيما حاز الممثل التونسي مجد مستورة على جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل عن دوره في الفيلم ذاته.
ومن برلين، إلى البندقية، إلى كندا، إلى لندن ...حطّت أفلام مموّلة من صندوق «سند» الرّحال على منصات مهرجانات سينمائية ذائعة الصيت ونجحت في حصد التتويج وكسب التنويه على غرار الفيلم التونسي «على حلّة عيني» للمخرجة ليلى بوزيد الذي شرّف تونس في كل من مهرجاني البندقية وتورونتو السينمائيين، والفيلم الجزائري «مدام كوراج» من إخراج مرزاق علواش والذي حاز على التقدير والتوسيم في مهرجان البندقية ومهرجان لندن السينمائي.
وضمن القائمة المرشحة لجوائز «الأوسكار» سجلت ثلاثة من الأفلام العربية والمموّلة من «سند» حضورها ضمن قائمة الأعمال المتنافسة على أوسكار 2016، وهي: الفيلم الأردني «ذيب» للمخرج ناجي أبو نوار، والفيلم الفلسطيني «المطلوبون الـ 18» من إخراج عامر الشوملي وبول كوان، والفيلم العراقي «الأوديسا العراقية» للمخرج سمير.
لماذا الاستغناء عن «سند»؟
بعد إعلان «هيئة المنطقة الإعلامية أبوظبي» في شهر ماي 2015 عن إيقاف مهرجان أبو ظبي السينمائي، يبدو أن صندوق «سند» الذي بعث على هامش هذا المهرجان مهدد بالمصير ذاته ! وبالرغم من أن الأفلام المدعومة من هذا الصندوق غالبا ما تحظى بالإشادة والتقدير وتنال الجوائز والأوسمة...فقد أعلنت المنطقة الإعلامية أبوظبي، مؤخرا، ما يلي :» في سبيل توحيد آليات هيئة المنطقة الإعلامية في دعم صناعة الأفلام والاستثمار بها، ستكون مبادرات «إيمج نيشن» والدعم الذي تقدمه لصناعة الأفلام الإماراتية والعربية هي المنصة الوحيدة لتقديم هذا الدعم، بعد أن كانت متفرقة وموزعة بين إيمج نيشن وصندوق سند».
وإن كان صندوق «سند» قد اعتاد فتح باب الترشح للحصول على المنح مرّتين في السنة، حيث تبدأ المرحلة الأولى من 26 جانفي حتى 27 فيفري، في حين تتواصل الثانية من 1 جوان حتى 15 جويلية، فقد مرّ مطلع هذا العام دون فتح أبواب الترشح للحصول على دعم صندوق «سند» في دورته الأولى، وطبعا لن تكون هنالك دورة ثانية بعد قرار التخلي عن هذا الصندوق. وإن لم تقدم الهيئة المعنية مبررات أو تفسيرات للاستغناء عن صندوق»سند»، فلاشك أنّ غلق صندوق «سند» الذي يعد أحد أهم المؤسسات المانحة والداعمة للأعمال الفنية والثقافية هو خسارة كبيرة للسينما العربية والتونسية !
قدم صندوق «سند» في السنوات الماضية الدعم لأكثر من 100 مشروع سينمائي.تبلغ قيمة الدعم التي يقدّمها صندوق «سند» للمشروع الواحد 20 ألف دولار أمريكي خلال مرحلة التصوير و60 ألف دولار أمريكي في مراحل الإنتاج النهائية. ولا يقلّ إجمالي المساعدات الماديّة عن 500 ألف دولار أمريكي سنويا.