في تجربة جديدة مع الممثلة وجيهة الجندوبي تحمل تسمية «زواج المتعة» بعد أن حقق معها نجاحا وانتشارا في مسرحية «مدام كنزة» والتي أعاد اقتراحها بعد 10 سنوات على جمهور المهرجانات هذه الصائفة كما فعل مع «المكي وزكية» التي صافحت الجمهور بعد مرور 25 سنة على تاريخ أول عروضها.
وإلى جانب جديده المسرحي المتمثل في عرضين اثنين جديدين مع اسمين من أبرز الوجوه الكوميدية يستعد الفنان «المخضرم» فنيا إلى إخراج فيلم جديد يتناول نضالات اليسار التونسي المسكوت عنها...
«نموت عليك» تختم ثلاثية ذويب والنهدي
بعد أن صالحت «نموت عليك» بين منصف ذويب ولمين النهدي وقد اتفق الاثنان على تجاوز الخلاف ورأب الصدع واستئناف المشوار، انتظر الجمهور بشوق إطلالة هذه المسرحية الجديدة التي سبق وأن صرّح أصحابها بأنها أصبحت جاهزة للعرض .
وفعلا عاد لمين النهدي إلى الركح في عرض بإمضاء منصف ذويب ولكن هذه العودة لم يكن عنوانها «نموت عليك» بل «المكي والزكية». فما الذي دفع بالمخرج وكذلك الممثل إلى إعادة عرض حقق نجاحا منذ 25 سنة ؟ هل هي خطة تكتيكية أم مناورة فنية؟
عن هذا السؤال أجاب المخرج منصف ذويب في تصريح لـ«المغرب» بالقول: «أبدا ليس في الحكاية أي تكتيك أو تخطيط مسبق بل كل ما في الأمر أن الممثل أرجأ العرض حتى يكون مستعدا أكثر وليس السبب هنا حرفيا بقدر ما هو نفسي وبسيكولوجي ناجم عن رغبة لمين النهدي أن يكون مختلفا ومقنعا ومبدعا... فبعد «في هاك السردوك نريشو» و«المكي وزكية» لا يريد لمين النهدي أن يكرّر نفسه في «نموت عليك» حتى يكون ختام هذه الثلاثية المسرحية مسكا ونجاحا. ولعل عودة «المكي وزكية» إلى الركح احتفالا بمرور 25 سنة على عرضها في جولة ناجحة بعدد من المهرجانات هذه الصائفة أثبت للجميع أن النص الجيد يبقى ولا يموت ... قد لا تكون «المكي وزكية» في 2018 بنفس النجاح ونفس الطاقة كما في سنة 1993 وأنا الذي حرصت على عدم تغييرها وتحيينها ولكن لاشك أنها قدمت بحرفية أكثر ونضج أكبر فكلما كبرنا عمرا ازددنا خبرة وزادا ...أما عن مسرحية «نموت عليك» فهي جاهزة تماما للعرض ولن نتأخر أكثر على الجمهور، فقريبا سيكون عرضها الأول في غضون هذا الموسم الثقافي».
«زواج المتعة» بين منصف ذويب ووجيهة الجندوبي
لعل منصف ذويب من أكثر المخرجين وفاء لأبطاله الذين راهن على موهبتهم منذ البداية فتجده يعود للتعامل معهم ولو بعد سنوات، ولو بعد قطيعة.... فإذا به يلتقي مجددا على الركح بوجيهة الجندوبي بعد أن مضت 10 سنوات على التعامل معها في «زواج المتعة». وعن دلالة هذا العنوان وموضوع هذه المسرحية وموعد عرضها ...صرّح منصف ذويب لـ»المغرب» أن عنونة «زواج المتعة» لا علاقة لها بالمرجعية الدينية أو تفسير الفقهاء بل هي من نوع التسميات التي تحمل أضدادها بمعنى هل أن الزواج دائما هو المتعة؟ ولماذا لا تكتمل صورة المرأة عند البعض إلا بالزواج حتى وإن كان نقمة؟
وقد أشار كاتب النص ومخرج «زواج المتعة» أن هذا العمل المسرحي يتناول في موضوعه العام مسألة الزواج المتأخر أو ما ينعت بـ«العنوسة» مع التعريج على تفاصيل الحياة اليومية ومستجدات الشأن العام.
إلى أي مدى ستتخلص الممثلة المبدعة وجيهة الجندوبي من التشابه والتقاطع بين شخصياتها النسائية التي تجلّت في «مدام كنزة» لمنصف ذويب وبدت في «العفشة مون أمور» لشاذلي العرفاوي وأخيرا ستظهر في «زواج المتعة» مرة أخرى مع منصف ذويب؟
في هذا السياق اعتبر المخرج منصف ذويب أن مسرحيته الجديدة مع وجيهة الجندوبي بماهي تناول لقضايا نسائية بلسان المرأة عن المرأة ستختلف عن «مدام كنزة» وإن كانت الأولى أمّا حنونا أحبّت ولدها حتى الجنون إلى حد خنق أنفاسه فإن المرأة في «زواج المتعة» ضحية مجتمع حاصرها بسياط السؤال عن الزواج حدّ الضجر والاختناق.
وعن موعد عرض «زواج المتعة» التي انطلقت تمارينها منذ مدة، أفاد الفنان منصف ذويب أنه من المنتظر أن يكون مابين شهري أكتوبر ونوفمبر منوّها بالتعامل مع الموزع محمد بوذينة إذ صرّح بالقول: لم يكن نجاح الوان مان شو يعتمد على نص ومخرج وممثل بل صار مرتبطا بوجود موزع يضمن نجاح انتشار العمل وفي هذا الإطار أنا سعيد بالتعاون مع محمد بوذينة في التوزيع ضمن إستراتيجية مدروسة وحرفية».
فيلم عن اليسار مستوحى من «نظّارات أمي»
خص ّ الفنان منصف ذويب «المغرب» بجديده السينمائي بعد غياب عن الشاشة الكبيرة لسنوات طويلة. وبعد «يا سلطان المدينة» والتلفزة جاية»، يعمل ذويب على إخراج الفيلم الثالث في مسيرته السينمائية. وعن تفاصيل هذا المشروع قال الفنان منصف ذويب:» بعد أن كان هاجسي التأسيس لفضاء «سيني فوغ» وبعد ماراطون من الخيبات والديون والسرقات ... وصلت بهذا الفضاء نسبيا إلى بر الأمان، فأصبح بإمكاني العودة إلى الكتابة وفي هذا السياق قمت باقتباس نص فيلم جديد عن رواية «نظارات أمي» لعز الدين الحزقي بعد جولة في أهم مؤلفات اليسار التونسي عن أدب السجون على غرار «سارق الطماطم» لمحمد صادق المهني و«الحبس كذّاب والحيّ يروّح» لفتحي بن الحاج يحيى و«كريستال» لجلبار النّقاش ... هذا الفيلم الذي هو في مرحلة البحث عن التمويل والدعم يتحدث عن معاناة اليسار التونسي في غياهب سجون السلطة دافعه نفض غبار الجحود عن المناضلين اليساريين بعد إن احتكر الإسلاميون لوحدهم تاريخ التنكيل والتعذيب ...».
ووفاء لقناعته وبصمته في الاهتمام بقضايا المرأة أكد منصف ذويب أنه لم يشذ عن هذه «القاعدة» في فيلمه الجديد عن مناضلي اليسار بإلقاء التحية عن المرأة التونسية. فإذ تنطلق مشاهد الفيلم وتنتهي داخل إطار مكاني واحد ألا وهو السجن .فإن كاميرا المخرج ستسلط الضوء على أم السجين السياسي وزوجته وأخته... ممن قضين سنينا طوال والعام تلو العام وهن في رحلة الذهاب والإياب إلى السجن يحملن «القفة» وحرقة في القلب. وبالرغم من مسحته الدرامية فإن هذا الفيلم الذي يجمع 43 سجينا سياسيا من العائلة اليسارية بين قضبان سجن وحكم بالحبس لمدة 7 سنوات لن يخلو من جرعة مرح ومزاح كما تطالعنا شخصية المخرج منصف ذويب في كل أعماله السينمائية والمسرحية والتلفزية.
كيف ينظر الفنان منصف ذويب إلى تخبّط الساحة السياسية من حوله مابين وفاق وخصام وانفصال؟ لتأتي الإجابة على لسانه : إنه «تخلويض»... لقد كرهنا السياسة وعزفنا عن تتبّع أخبار الأحزاب ... كفانا هراء في هراء !» وكأننا بمنصف ذويب يتبنّى مقولة نيتشه « لنا الفن كي لا تميتنا الحقيقة».