اختتام مهرجان الموسيقى الجديدة: التونسي متجدّد كما نوتة الأمل ...

الموسيقى حياة، الموسيقى امل في نوتاها سحر وخلود في كلماتها نغمة متمردة

هي صوت بركان داخلي يصرخ ازلا بالحرية، متى عزف محمد الهادي العقربي تصبح النوتات لينة وجميلة وحين يغني ياسر الجرادي يتنفجر كل الاصوات الغاضبة داخلك ومتى صدحت روضة بن عبد الله بصوتها الرقيق همست لتعاليم الحلم فتزهر موسيقى تونسية جديدة المبنى والمعنى.
في مسرح الجهات بمدينة الثقافة اختتمت فعاليات الدورة الاولى لتظاهرة «الموسيقى العربية الجديدة» و اثث لسهرة الاختتام كل من محمد الهادي العقربي عازف الساكسوفون بحضور روضة بن عبد الله وياسر الجرادي والاشراف الموسيقي للفنان هشام العماري و سينوغرافيا واخراج لغازي الزغباني وجميعهم احبوا الفن في عرض «نحب البلاد».

في مسرح الجهات، يبدع صديق الجهات
صوت ثورة مستمرة تسكنه، ثورة الكلمة واللحن، يكتب قبل الثورة بعشرة اعوام عاشق للحرية عاشق لكل نوتة ثائرة مع مجموعة «ديما ديما» غنى للحرية، في مسرح الجهات تساءل عن سر التسمية ورجا ان يغيّر الاسم، ياسر الجرادي صديق العاشقين والصادقين والكادحين، يغني للانسان واينما غنى ابهر وابدع، في مسرح الجهات بمدينة الثقافة غنى الجرادي لشكري بلعيد ، عزف على معشوقته تلك القيثارة المميزة التي ترافقه الحلم و معه تكتب الياذة الجمال و المواطنة ايضا فياسر الفنان المواطن كل اغانيه تعبر عن موقف ملتزم من الوطن و الانسان اغان تناشد الحرية و تطالب بالحقوق وتكتب عن المسار الثوري الذي تعيشه البلاد والمخاض الطويل للحرية «نحن في مسار ثوري والطريق طويل ويجب أن يتعلم الشباب التونسي الصبر لأن ذلك يتطلب سنوات من العمل خاصة أن المنظومة القديمة لن تستسلم بسهولة» كما يقول الجرادي.

لبلعيد غنى «نسمع فيه يغني، للوطن أهدى باقة من كلماته ، إلى تونس نادها وسألها «شبيكي نسيتيني» ، في نهر خريف كلو سحاب الدنيا ظلام، لا عندو كلام لا عندو احلام فارغ والعيون شاردة»، ويضيف «شبيك نسيتيني انا اللّي اسمك كاتبوا على جبيني، انا الفرشيشي والعياري والهمامي، جندوبي راسي الفوق يا خضراء عاشق جبال الكاف والقمرة».
الاغنية التي لاقت نجاحا جماهيريا منقطع النظير نجاح لم يكن يتوقعه الجرادي، اغنية هي رسالة كل تونسي إلى وطنه إلى بلده يؤنبه فيه عن النسيان والتجاهل أغنية هي صوت الجندوبي والبوزيدي والقابسي والكافي هي صوت الداخل وعمق الأرض، أغنية هي نبض الصادقين والكادحين غناها الجرادي لتكون صلاة ابن قابس إلى كل تونسي صادق.

روضة عبد الله نوتة التمرد والصدق
نحب البلاد فنغني، نحب البلاد فنكتب احلامنا ونزخرف اغان ونوتات موسيقية عنوانها تونس بكل تلويناتها نحب البلاد فنحلم، نحب البلاد فنعمل ونبدع، في قابس ولد الحلم وترعرع وازهر صوتا جد مميز لها بصمتها وحضورها الركحي المميز، عاشقة الة الوتر روضة عبد الله غنت في حفل «نحب البلاد» روضة غنت الكلمة التونسية وأكدت ان التونسي قادر على النجاح ويستطيع كسب ثقة الجمهور فقط متى احبّ فنه، في مسرح الجهات بفستانها الاحمر و المزركش بازهار وكانها ازهار الربيع كانت روضة مثل الفراشة تتجول بين الالات الموسيقية تغازل القيثارة وتعاند الدرامز والالات الايقاعية ومرات تغانج الكمان بسحره و سحر نوتاته.
روضة بن عبد الله غنت من الحانها وكلماتها، غنت للمرأة التونسية وصرخت باقصى الصوت ان «تحيا المرأة وتحيا تونس»، روضة فنانة تغني الموسيقى التونسية من العمل في التراث انطلقت رحلة ابداعها الموسيقي، فنانة تشكل الموسيقى في زخارف جميلة وتنثر زهور الامل على الجميع، روضة تكتب وتلحن، سبق وان قدمت عرض «اسرار» و«قطايتي»، روضة تغني للحب بكل تلويناته تغني لتونس فنانة اختارت ان يكون صوتها سلاحها للدفاع عن اللهجة التونسية عن تجربتها تقول «انا من اخترت هذا الطريق، اعرف انه صعب ولكنه يشبهني، اشعر بصدق ما اقدم، فالفنان كلما زاد صدقه مع ذاته ومع فنه ضمن نجاحه وسعادته واحبه جمهوره، اعرف ان «الثنية صعيبة» ولكنها النبض والحلم فانا اقدم موسيقى اتقاسم فيها الاحلام والهواجس والافكار مع الصادقين.

كثيرا ماتساءلت «علاش ها التعب» ودوما تكون الإجابة لأنني اشبه نفسي وفني سيكون صادقا يشبهني» وفي مسرح الجهات غنت «دانا دانا» و «نادي نادي» روضة بن عبد الله غنت من مشروعها الموسيقي الخاص مشروع به الكثير من البحث في اللهجة التونسية واللحن التونسي فنانة تصنع لنفسها مسار فني ثابت ومختلف ينطلق من البحث في التراث لتقديم الموسيقى التونسية في حلة جديدة لا تقطع مع الماضي وانما تنطلق منه لبناء ايقونة للفن ، روضة ابدعت في مسرج الجهات، رقصت وانتشت بموسيقاها واغانيها تفاعل معها الجمهور بصدق من يعشق الفن ويواكب كل تعاليم الحياة وابجديات الحلم التي ابدعت الفنانة في نسجها.
تماهت الالات الموسيقية جوقة من الكمنجات كانت عنوان للحلم والحنين، امام جمهور متعطش للموسيقى الجميلة كان اللقاء مع الفن والكلمة الرقيقة، للضوء سحره اذ زاد المكان سحرا، لمويقى الالات الايقاعية بهرجها لانها عنوان للصرخات المتواصلة ضد الرتابة والقتامة، اختتام المهرجان كان تونسيا بامتياز اثبت ان العازف التونسي مبدع وله القدرة على ايصالك الى اقصى درجات المتعة الموسيقية، الموسيقي التونسي مختلف وله القدرة على جلب انتباه الجمهور و افتكاك اعجابه، في سهرة تونسية اختتم المهرجان في دورة اولى هي دورة تاسيسية للتعريف بالموسيقى التونسية الجديدة.

العقربي الابن، عازف مميز ومغني بصدد المراجعة
فنان مختلف له طريقته الخاصة في ابهارك بعزفه، محمد الهادي العقربي ابن الفنان سمير العقربي عازف الساكسوفان متى عزف يدغدغ خلجات القلب ويزرع في نبض الروح الشجن، مبدع وحالم، ولكنه غير مقنع في الغناء متى غنى يشعرك بنشاز مقلق ، العقربي الابن ولد ليعزف لا ليغني ، مبدع في العزف ولكنه لا يجيد الغناء ولكنه غنى وكان صوته نقطة ضعف عرض نحب البلاد لحد أن اغلب الجمهور قال «تمنيناه يعزف فقط، صوته نشاز» ولكنه غنى ربما عملا بالمثل الشعبي التونسي «ولد الفار..». ولكن المثل الشعبي هذه المرة لم ينجح وفشل ابن العقربي في الغناء.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115