حيث اعتلى المؤلف والفيلسوف عبد الوهاب بوحديبة منّصة التتويج في افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب ليتسلم جائزة الطاهر الحدّاد للبحوث في الإنسانيّات عن كتابه الصادر سنة 2017 عن دار الجنوب بعنوان: La culture du parfum en Islam في تعقب لعبق الطيب والروائح الطيبة في الحضارة العربية الإسلامية.
في رصيد الفائز بجائزة الطاهر الحداد للبحوث في الإنسانيات 20 كتابا، وقد ولد عالم الاجتماع عبد الوهاب بوحديبة بمدينة القيروان ودرّس بالجامعة التونسية وجامعات أوروبيّة وكنديّة. وقد اضطلع بمهمة إدارة مركز البحوث الاقتصاديّة والاجتماعيّة بتونس وكان رئيسا سابقا لبيت الحكمة.
لجنة الجائزة: كتاب فريد من نوعه...
لأنه «كتاب فريد من نوعه متميّز في مقاربته... فموضوعه يكاد يكون بِكرا ومنهجه مستحدَث وأسلوبه أنيق رائق...» فقد توّج صاحبه عبد الوهّاب بوحديبة بجائزة الطاهر الحدّاد للبحوث في الإنسانيّات عن كتابه الصادر سنة 2017 عن دار الجنوب بعنوان « La culture du parfum en Islam».
وقد استحق المؤلف عبد الوهاب بوحديبة هذا الفوز في الدورة 34 من معرض تونس الدولي للكتاب حسب لجنة التحكيم لأنه قدّم «دراسة أنثروبولوجيّة في ما جاء عن الرّوائح والطيب في الخطاب الدّينيّ والتراث الأدبيّ وكتب الطّبّ والفلسفة وتصانيف أصحاب الصّنائع في الحضارة العربيّة الإسلاميّة، مع المقارنة ببعض ما جاء عن ذلك في الثّقافتين الفارسيّة والعثمانيّة. إنّ هذا الكتاب رحلة تجعل القارئ يستكشف جانبا بعيد الدّلالة من «تاريخ الحسّ والمحسوس» في ثقافتنا».
طيب أمهات الثقافات
إن كان الباحث عبد الوهاب بوحديبة هو أكبر المتوّجين سنّا بجوائز الدورة 34 من معرض تونس الدولي للكتاب، فقد اشترك مع الروائية الحائزة على جائزة البشير خريف للرواية وفاء غربال في الفوز عن كتاب باللسان الفرنسي فيما جاءت بقيّة التتويجات لإصدارات باللغة العربية.
وعن هذا التتويج وتوّقعاته وانتصاراته... كشف الباحث عبد الوهاب بوحديبة في تصريح لـ «المغرب» ما يلي: « لم أتوّقع التتويج، أنا لا أتوّقع شيئا في هذا العمر... نظرتي هي نظرة شمولية. في الحقيقة، هذا التتويج بالنسبة لي هو بمثابة إعادة المياه إلى مجاريها. وأنا سعيد بأن أجد نفسي متوّجا ضمن ثلة من المبدعين والصاعدين والشباب... فقد عشت مع الشباب وإليه وهذا هو معنى الجائزة بالنسبة لي».
وعن مضامين كتابه الذي بحث في مكانة الطيب في الحضارة العربية الإسلامية، أضاف الفائز بجائزة الطاهر الحدّاد للبحوث في الإنسانيّات بالقول: «في هذا الأثر حاولت أن أقدم نظرة جديدة وقديمة في الآن نفسه عن المجتمع العربي الإسلامي الذي اعتبره متفتحا ونيّرا ومتفائلا بكل معاني الكلمة بالرغم من مروره بأزمات ونكبات وفترات صعود ونزول، انتكاس ونجاح... وحتى ما نعيشه اليوم من واقع صعب وحرج لا ينبغي أن ينسينا أهمية الثقافة العربية الإسلامية وقيمتها باعتبارها من أمهات الثقافات في العالم».