الفنان نبيل بن محمد في مشروعه الثقافي (غمراسن 3220) رحلة فنان.. رحلة التوثيق والهوية...

التراث هوية، حجارة كل المعالم التاريخية هي ذاكرة للمكان وشاهد على العصر ومن سكنوا ذلك المكان،

التاريخ في ظاهره اخبار وفي باطنه بحث وتحقيق كما يقول ابن خلدون كذلك بقايا القصور والمعالم هي عنوان لذاكرة مستمرة ورمز لذاكرة الوطن ذاكرة اثرت العوامل الطبيعية عليها بالتلاشي وربما الموت ولكن بعضها بقي صامدا مقاوما الحروب والسنين ليذكّر كل جيل بتاريخ أجداده ولان الفن عنوان للتوثيق والبحث عن الهوية، ولان من حق ابناء الحاضر معرفة خبايا الماضي واكتشاف هوية المكان يقدم الفنان نبيل بن محمد برنامجا مميزا سماه «رحلة فنان 3220» و «3220» هو الترقيم البريدي لغمراسن .

رحلة فنان مشروع ثقافي انطلق من عشق ابن غمراسن لتاريخ مدينته، عشق كل قصورها وتعلم من ابن عرفة الشموخ فعاند قساوة المكان والجغرافيا وقدم مشروعا ثقافيا يكون دليل الزائر مشروع يهم الطفل والكهل، مشروع يعرف بالتراث المادي واللامادي ليعرّف «بسيد القوم» والمدن المجاورة، مشروع ينطلق من ذاكرة الجنوب ليقدم اهازيج الصحراء وأغاني لجبال وحكايات النخيل جميعها في اعمال فنية متنوعة تؤكد ان على هذه الارض كل الجمال.

الصورة وثيقة والتصوير توثيق
توزعووا وانتشروا في كل ارجاء المدينة، سلاحهم الكاميرا، كل حمل سلاحه لاقتناص حكاية قد لا تتكرر، للحجارة حكايات قد لا يفهم تفاصيلها غير كاميرا المصوّر، قصور تطاوين عنوان للذاكرة، كل القصور تقريبا زارها المصورون للتوثيق ولنقل حكايات من مروا من هناك، جميعهم تسلح بالكاميرا ليؤكد ان الفن عنوان للمقاومة والصورة توثيفق وهوية ايضا هكذا هم في مشروع رحلة فنان، رحّالة يقتنصون كل مميز.

و رحلة فنان ، هو مشروع ثقافي في رحلة البحث عن الذات و عن الهوية من خلال الصورة الفوتوغرافية، فكرة مستوحاة من مؤلف رحلة التيجاني و هو كتاب ألفه أحمد التيجاني في القرن الثامن الهجري ويعد أحد المصادر التي تسلط الضوء على تاريخ تونس اذ يأتي على ذكر مدينة غمراسن واصفا اياها : «وغمراسن اِسم لناحية من الجبل المتصل الذي أصله جبل درن بالمغرب وهو الجبل الأعظم ومسافة غمراسن تحتوي على قلاع كثيرة أشهرها قلعة نفيق وقلعة حمدون...وهم أغير خلق الله على الضيف وأكرمهم له « حد تصريح نبيل بن محمد صاحب فكرة مشروع رحلة فنان.

وقد انطلقت المرحلة الاولى منذ 24جانفي واساسها « رحلة عبر الصورة الفوتوغرافية» لان المشروع يهدف إلى التعريف بالمخزون الثقافي و الحضاري لجهة تطاوين من خلال الصورة الفوتوغرافية ويندرج هذا المشروع في اطار المشاريع المدعومة من صندوق التشجيع علي الانتاج الادبي و الفني بالاشتراك مع وكالة فوتوغراف لتنمية الصورة وقد استمرت المرحلة الاولى لمدة خمسة أيام وقعت خلالها برمجة مجموعة من المسالك السياحة بجهة تطاوين تنظيم خرجات لتصوير عديد المواقع ( 11 موقع اثري ) ونذكر منها شنني، غرغار،بني بركة،قصر العواديد، قصر زناته، وادي زعفران، قصر الحدادة، قرماسة، سقيفة كحيل، خط الليماس، وقصر الرصفة المطل على مدينة غمراسن، مدينة البئر الاحمر، قصر تمزايط، قصر بني غدير وقصر المرابطين ...

ويضيف محدثنا خلال الرحلة أنه تم بالطبع العمل على تصوير أهم اللحظات والمعالم. ومن ثمة سنعمل كفريق عمل واحد لاختيار ( 50 عمل فني) وتكوين معرض للصورة الفوتوغرافية , سيكون جاهزا في موفــى شــهر مارس نسعى من خلاله للتسويق لجهـة تطاوين كوجهة سياحية من خلال جــولة فنية في عدة ولايات من الجمهورية التونسي.

الفنان الصغير...من «الصفر» الى انتاج اعمال فنية
هم سكان الجنوب، هم اطفال الجبل والصحراء، اليهم سيقدم جزء من المشروع وسيكونون سر نجاحه وركيزة اساسية فيه، بعد الرحلة الفوتغرافية يكون الموعد مع «خربشات الاطفال» الجزء الثاني واسمه « l’escale 0» وهو رحلة الفنان الصغير انطلاقا من النقطة «0» اي مرحلة الخربشة والوصول الى عمل تشكيلي متكامل ، ويقول نبيل بن محمد عن هذه التجربة انها رؤية جديدة للرقم صفر، رؤية ايجابية تكشف قدرة التلميذ على خلق الشيء من العدم، انطلاقا من محمل ورقي او حبر تكون النتيجة عملا فنيا وتكون اولى محطات الجزء الثاني من رحلة فنان المدرسة الابتدائية 2مارس 1934 بالبئر الاحمر.
وجاء في وصف المشروع ما يلي: «هذا المشروع هو عبارة عن رحلة تأتي ضمن ورشات تستقطب ثلة من التلاميذ المبدعين هؤلاء سيمثلون رواد الرحلة و في كل محطة سيتركون اثارهم الفنية على درب كفاياتهم الأساسية يبدأ من نقطة (0) او الخربشة الى خطوط وشكل ثم فضاء مرسوم يكتبون من خلالها مهارات التفكير الابداعي و المساهمة في تطوير قدراتهم التواصلية و قدراتهم في ادارة المناقشات و تبادل الاراء والتجارب ووجهات النظر و تقبل الرأي الاخر.

ومن اهداف هذا البرنامج الموجه للأطفال وتحديدا التلاميذ من السنة رابعة ابتدائي الى الاعدادية هو تعزيز المشاركات التلمذية في النشاط الثقافي و تكوين التلميذ على مستوى المنهجية والمحتوى بالاضافة الى توجيه التلميذ نحو تطوير مكتسباته وانجاز مشاريع مدرسية وترسيخ العقلية الثقافية والاستفادة منها في الحياة العلمية، مع تجاوز الرؤية السلبية وتشجيعهم على الابداع .

وكما انف الذكر فالمرحلة الثانية أي مرحلة الفنان الصغير ستنطلق من الصفر وستكون النتائج المنتظرة هي انتاج اعمال فنية تمس كل الفنون من مسرح وفنون تشكيلية وموسيقى، بالإضافة الى تعليم التلميذ اهمية التوثيق وتشجيعه على اتقان هذه المهنة ومزيد تقريب الطفل من تاريخه والتعريف بتلك الحجارة المنسية كعنوان للهوية وليست متروكة او مكانا قفرا بل هو مصدر إلهام وحياة.

مجموعة من الورشات والأعمال، رحالة يجوبون الفيافي و القرى المتناثرة فوق الجبل، من قصر المرابطين الى قرماسة وشنني، رحلة فنية بامتياز عنوانها تقديم غمراسن كمدينة للسياحة الجبلية، مدينة جميلة تستحق الزيارة، تلك المدينة الرابضة فوق الجبل أبناؤها مبدعون وهي تزخر بكل اشكال الفنون ، تراث شفوي وحضاري سيقدم في المرحلة الاخيرة من رحلة فنان 3220 من خلال عرض كل انتاجات الرحلة في قصر بوغالي .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115