كل يوم كما يقول محمد الماغوط.
ويبدو أن أخبار التلفزة التونسية استعدادا لرمضان 2018 لا ترفع الرأس بعد أن تخلّت طوعا عن خوض غمار المنافسة في الموسم الرمضاني مستكينة إلى الراحة والخمول بما لا يليق بمرفق عمومي وتلفزة الشعب!
مرة أخرى تضيع التلفزة الوطنية على نفسها فرصة المصالحة مع جمهورها الذي كثيرا ما يهجرها إلى محطات أخرى لكن يظل الحنين فيه إلى التلفزة الأم حيّا ومشتاقا إلى الماضي الجميل... وعوض بذل الجهد والوقت من أجل استعادة مشاهديها ولو في شهر الصيام، كان الرهان الخاسر على التخلي عن الطبق الرئيسي في مائدة رمضان التلفزية والاكتفاء بسيتكوم وحيد وربما أكثر... لكن المهم هو أن التلفزة العمومية بلا مسلسل في رمضان 2018 !
في ضرب بعرض الحائط بتقليد سنوات وسنوات وانتظار المئات والآلاف من المواطنين، تنّكرت مؤسسة التلفزة التونسية لتاريخها وذاكرتها وواجبها في إنتاج أعمال درامية في شهر رمضان ككل عام. فكان أن أطلقت النقابة الأساسية لسلك الإخراج بالتلفزة التونسية صيحة فزع لما وصل إليه حال التلفزة التونسية من ترد على جميع المستويات. كما دعت الهيئة العليا لمكافحة الفساد إلى فتح تحقيق جدي في ما يتعلق بملفات طلب العروض بهذه المؤسسة العمومية والتي تحوم حولها شبهات فساد...
هذا الوضع المخزي والواقع المخجل للتلفزة التونسية جعل المخرج بالمؤسسة نجيب مناصرية يعلن ما يلي :»ايمانا منا بقيمة التلفزة كمرفق عمومي وما قدمته لنا في الظروف الحالكة... أعلن تطوعا إنجاز مشروع درامي وهو جاهز للإنتاج لرمضان مجانا ووفقا لراتبي وبتقنيات التلفزة وبنسبة مائة بالمائة من أبناء التلفزة».
وقد حصد هذا الإعلان مساندة الكثيرين ورغبة العديد من الفنانين في المشاركة تطوعا في هذا المسلسل غيرة على تلفزة الشعب وحبّا في القناة الأم ...
وإن كان من المنتظر أن تنتج التلفزة التونسية مسلسلا ضخما عن رواية «الدقلة في عراجينها» للكاتب الكبير البشير خريف في رمضان 2019، فإن التخلف عن الإنتاج الدرامي في 2018 هو خسارة كبرى وذنب لا يغتفر!