والممثل والمؤلف محمد صبحي التي انطلقت منذ عام 1970... وبعد تكريمه الأخير في مهرجان أيام قرطاج المسرحية 2017 بعد 25 سنة من تكريمه لأول مرة في تونس على هامش مهرجان قرطاج الدولي، أعلنت «جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي» عن فوز محمد صبحي بجائزة الإبداع المسرحي العربي التي تقدّمها سنويا دائرة الثقافة في إمارة الشارقة لأحد المسرحيين العرب.
كانت تونس أول بلد يسافر إليه محمد صبحي في حياته كما كان ركح المسرح البلدي بالعاصمة أوّل مسرح عربي يحتضن أولى مسرحياته «انتهى الدرس يا غبيّ» عام 1975. ومن هناك انطلق محمد صبحي في رحلة الفن المتعبة، اللذيذة إلى سماء النجومية والشهرة...
رمز الفنان المثقف والملتزم
«تقديرا لتجربته الإبداعية الثرية وتثمينا لدوره المشهود في تطوير وإغناء الحركة المسرحية العربية، خلال أكثر من أربعة عقود، وعبر العديد من العروض المبدعة والراسخة في ذاكرة جمهور المسرح». استحق الفنان المصري محمد صبحي جائزة الإبداع المسرحي العربي في دورتها الثانية عشرة. ومن المنتظر أن يتسلم محمد صبحي هذه الجائزة في افتتاح مهرجان «أيام الشارقة المسرحية» في شهر مارس 2018.
ونقلت وكالات الأنباء عن رئيس دائرة الثقافة في الشارقة عبد الله العويس، تأكيده أنّ محمد صبحي هو «رمز للفنان المسرحي المثقف والمستنير والجدير بالتقدير والاحترام، ولقد أثرى الوجدان العربي بروائعه المسرحية، ممثلا ومخرجا ومؤلفا، وعزّز موقع الفن المسرحي ومكانة مبدعيه في المجتمع»، مضيفا: «آمن صبحي بالدور التربوي والتعليمي للفن المسرحي وبمسؤولية الفنان تجاه مجتمعه، فلم يقصر جهوده على مجاله المهني ووظف إمكانياته ورصيده الثقافي لطرح العديد من المبادرات والمشاريع الاجتماعية والإنسانية، البناءة والهادفة».
«مدينة سنبل» نموذج للمشروع الثقافي «الخيري»
جيل بأكمله تربى على إبداعات محمد صبحي وتلقّف بشغف إنتاجه المسرحي وظهوره التلفزي وحضوره السينمائي... فكانت قائمة يطول ذكرها من الأعمال الخالدة في ذاكرة الجمهور. لكن محمد صبحي لم يكتف بدوره كمجرد فنان بل بذل الجهد في خدمة الفن والثقافة لعل من أهمها وأبرزها تشييد «مدينة سنبل» الثقافية بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي التي تهتم بتعليم الأطفال الأيتام والمشردين وتضم دار مسنين للفنانين ومسرحا يتّسع لألف مشاهد...
وعلى هامش تكريمه في مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورته الأخيرة نادى محمد صبحي بإعلاء راية الثقافة من أجل تطوّر الشعوب العربية وبناء المواطن، قائلا:«لا أرى مسرحا في العالم العربي بسبب محنة الأوطان العربية وأتمنى من الجيل الجديد أن يعتنق الرسالة الحقيقية للمسرح في صناعة ثورة إنسانية».