في حين أن الدولة المزدهرة اقتصاديا تشهد تطويرا سريعا في الثقافة. « وفي محاولة قراءة مجتمع ما وتحليل سلوكياته وظواهره... فإن السؤال لن يهتم بعدد الجيوش والأسطول، أو برقم المعاملات والآلات والمصانع ... بقدر ما سيبحث في منظومته الفكرية والثقافية من خلال عدد متاحفه، ومسارحه، وجامعاته، وأسماء رموزه في الفكر والفن والثقافة...
وإن كانت الثقافة تلّقب بـ «القوّة الناعمة»، فللأسف لم تهتدي شعوب كثيرة إلى مفاتيح استثمار هذه الطاقة الحيوية والمتخفيّة في ثوب النعومة أمام الفصل الخاطئ والبون الشاسع ما بين الاقتصاد والثقافة. وفي سياق المصالحة ما بين هاتين الدعامتين الأساسيتين للتنمية وتطوّر المجتمع، أعلنت كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية (كونكت)،أول أمس، عن بعث سلسلة من التظاهرات بعنوان «الصالونات الثقافية لكونكت « تحت شعار « الاقتصاد في خدمة الثقافة «.ويضم برنامج الصالونات الثقافية أيام كونكت المسرحية، وأيام كونكت للفنون التشكيلية، وأيام كونكت الشعرية، وأيام كونكت السينمائية، وأيام كونكت الموسيقية ، وأيام كونكت الثقافية في صيغة المؤنث، وأيام كونكت الثقافية الموجهة للأطفال وذلك على مدار السنة.
وإن تهدف «الصالونات الثقافية لكونكت» إلى «تحفيز رجال الأعمال على الاستثمار المسؤول في القطاع الثقافي» فقد سبق لمؤسسة «كونكت» أن ساهمت في الدورة الأخيرة من أيام قرطاج السينمائية ببعث جائزة تشجيع الباعثين الشبان من أصحاب الفضاءات الثقافية الخاصة والتي كانت من نصيب فضاء «ليبرتي» بالعاصمة.
وأمام مراهنة البلدان المتقدمة على الصناعات الثقافية كعنصر قوّة في الناتج المحلي الإجمالي، فإن هذه المعادلة لا تزال في طور الحلم في مجتمعنا بالرغم من سنّ إطار جبائي ملائما لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في المجال الثقافي وعلى دعم الأنشطة والأعمال الثقافية وذلك بتوفير عدة آليات وامتيازات مالية هامة لإنجاز المشاريع في قطاع الإنتاج والصناعات الثقافية. فهل سيكون الاقتصاد في خدمة الثقافة حقيقية لا شعارا؟