وعلى إيقاع دقات المسرح الثلاث سيكون الإعلان عن انطلاق الدورة 19 من أيام قرطاج المسرحية التي تسجل استثناء هذه الدورة بعودة جوائز المسابقة الرسمية.
105 عروض منها 56 عرضا تونسيا من ضمنها 10 عروض للأطفال و5 عروض إفريقية و14 عرضا عربيا و8 عروض عالمية هي باقة عروض الدورة 19 من أيام قرطاج المسرحية التي تلتئم من 8 إلى 16 ديسمبر2017.
«توقا إلى الأفق» على ركح المسرح البلدي
في موعد مع الفن الرابع ستنبعث مساء اليوم الأضواء من المسرح البلدي بالعاصمة في إعلان عن انطلاق أيام قرطاج المسرحية بعد أن تخلّف هذا الفضاء السنة الفارطة عن احتضان حفل افتتاح المهرجان بسبب أشغال الصيانة التي لحقته... وعلى ركح المسرح البلدي سيكون لجمهور المهرجان وضيوفه موعد مع عرض «توقا إلى الأفق» للكوريغراف سالينا سانو.
ويعود «ساليا سانو « من خلال هذا العمل إلى مواضيع محبذة لديه كالوحدة والانعزال، والفردي والجماعي وبشكل خاص الوطن والتفسخ والمنفى والحدود.
ومن خلال المقاطع المسرحية في «توقا إلى الأفق» لا يسعى المخرج إلى توثيق حياة اللاجئين ولا إلى الاستعانة بشهادات حية من المكان المختار بل إن العمل يشتغل أساسا على ما يمكنه أن يحدث للمتقبل في عملية تفاعله مع الرؤية الإخراجية للعمل.
وقبل انطلاق الحفل الرسمي على ركح المسرح البلدي، سيتحوّل شارع الحبيب بورقيبة إلى ركح خارجي لأيام قرطاج المسرحية انطلاقا من الساعة الرابعة مساء.
ومع عرض «من قرطاج الى قرطاج» من إنتاج مدينة الثقافة وإمضاء الفنانين حمزة مرابط وتيبو ويليام وحمزة بن صالح وطاهر قرجي ورامي العياري ويوسف الشيحاوي تحت الإدارة الفنية للشاذلي العرفاوي، ستكون واجهة المسرح البلدي ركحا متحركا للفيديو ثلاثي الأبعاد الذي يحتفي بالمسرح على أرض قرطاج .
3 مسرحيات تونسية في ليلة الافتتاح
تعدّد المكان والعنوان، كان خيار هيئة أيام قرطاج المسرحية في دورتها 19 . فبدلا عن الاقتصار على عرض مسرحي وحيد ليلة الافتتاح ككل عام سيكون الافتتاح «ثلاثيا» من خلال برمجة 3 مسرحيات في ليلة واحدة.
وفي هذا السياق، ستحتضن قاعة الفن الرابع على الساعة التاسعة ليلا عرض «خوف» للمخرج فاضل الجعايبي. على ركح مسرحية «الخوف» لم تهدأ أبدا العاصفة الهوجاء التي استعصى التكهّن بمسارها أمام تتالي الخيبات والنكبات وتضخم حجم المصيبة...الكارثة. وشيئا فشيئا يقترب العدم أكثر ويتربص الموت بالكل ويهدد الفناء البشرية جمعاء ! إنها الإنسانية في أحد وجوهها وقد أصابها الذّهول والارتباك، وعبث بها الفشل والإخفاق ، ولفّها اليأس والقنوط...
لم يكن هبوب هذه الريح الصرصر، العاتية... مجرد عاصفة عابرة بل كانت بمثابة «الزلزال» المدمر للسلام والطمأنينة و»البركان» النافث لحمم الخطر والموت ... فلم يكن أمام شخصيات المسرحية دون استثناء أمام هول الفاجعة سوى «الخوف».
أما في قاعة الريو وعلى الساعة التاسعة ليلا أيضا سيكون الموعد مع عرض»الشمع» للمخرج جعفر القاسمي والذي يتحدث حسب جذاذة العمل عن : «مخرج حبّ يخرف على داموس.. لقاه مسدود .. حبّ يخرج وحل في دوامس بلاش حدود.. فسخ وعاود...دار ورثة جدود.. سقف بالشمع مشدود.. عيلة حيلها مهدود.. يربشوا في توارخ كلاها الدود..لاهين بالميت ومسيبين المولود فسخ وعاود...شجرة توت بين أربعة حيوط .. تستنى في الشمس .. وتواجه في الموت.فسخ وعاود...».
في حين يحضر «برلمان النساء» لصابر الحامي وانتاج مركز الفنون الركحيّة بالكاف بقاعة المونديال على الساعة التاسعة ليلا. وهي مسرحية كوميدية ناقدة ترتكز فكرتها الأساسية على لعبة تبادل الأدوار بطرح سؤال: ماذا لو كانت سلطة القرار في يد النساء المتقدمات في السن؟ وهو سؤال يخفي أو يلمح إلى عجز الرجال والساسة منهم على وجه الخصوص في إدارة الشأن العام. تُصوّر أحداث المسرحية نساء المدينة اجتمعن ذات فجر في بطحاء أمام مجلس البرلمان بعد أن لبسن لباس رجالهن حتى يأخذن مكان الرجال وهنا يصدرن قرارات ملزمة لإنقاذ المدينة تتمحور حول مواضيع الاشتراك في كل الأملاك وحق المرأة القبيحة والمرأة المتقدمة في السن أن تختار عشيقها... ولكل هذه القرارات تقام سهرة كبيرة احتفالا بتأسيس النظام الجديد.
ولعلّ من أهم مستجدات الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية هي عودة المسابقة الرسمية بعد 8 سنوات من الانقطاع . وعلى خط السباق نحو الفوز بجوائز المهرجان تخوض تونس غمار المنافسة من خلال عرضين اثنين هما مسرحية «فريدم هاوس « للشاذلي العرفاوي ومسرحية «الأرامل» لوفاء الطبوبي. فهل سيكون للمسرح التونسي على منصة التتويج في اختتام المهرجان مكان؟