أنجب أعلام الثقافة وقامات المبدعين في شتّى مجالات الفنون...
وبعد أن حُكم على القطاع الثقافي لسنوات بألاّ يحظى إلا بأرقام «ميكروسكوبية» في جدول الميزانية العامة للدولة، كانت المفاجأة هذه المرّة أشد وقعا والحال أن ميزانية الشؤون الثقافية تواصل انحدارها في بوتقة الصفر لا بالتدحرج بخطى محتشمة إلى الأمام بل بالتقهقر المخجل إلى الوراء!
في تراجع مهين من المنتظر أن تمثل ميزانية وزارة الشؤون الثقافية في مشروع ميزانية 2018 نسبة 0.73 % من الميزانية العامة للدولة بعد أن كانت 0.79 % سنة 2017.
وجاء في جلسة الاستماع إلى وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين التي عقدتها لجنة الشباب والشؤون الثقافية والتربية والبحث العلمي بمجلس نواب الشعب مساء الأربعاء، أن ميزانية الوزارة للعام المقبل حُدّدت ضمن مشروع ميزانية الدولة لسنة 2018 بـ 264.505 مليون دينار بعد أن كانت قيمتها 257.650 مليون دينار سنة 2017، وستتوزع 190.505 مليون دينار منها على نفقات التصرّف مقابل تخصيص 70 مليون دينار لنفقات التنمية، في ما تمّ ضبط نفقات صناديق الخزينة بـ 4 ملايين دينار.
أمام هذه الميزانية الزهيدة والقاصرة عن تحقيق الثورة الثقافية المرجوة تتجلى ضآلة الإنفاق على القطاع الثقافي مما يفتح الباب واسعا أمام استفحال الأمية الثقافية وتحوّل الثقافة إلى حيازة نخبوية، وانحسار ثقافة البناء الحضاري وتنامي ثقافة الهدم الاستهلاكي ... ولأن زراعة بذور الثقافة هي السبيل الوحيد لحصاد ثمار الوعي فإننا اليوم أمام معركة: نكون أو لا نكون.