للموسيقى الصوفية في دورة ثانية لمهرجان روحانيات من 2 إلى 5 نوفمبر 2017.
بعد أن استعادت مدينة نفطة ماضيها التليد كقِبلة للطرق الصوفية وللفرق الدينية ببعث المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية بنفطة، سيكون لعشاق الموسيقى الصوفية موعد متجدد مع مهرجان «روحانيات» في دورته الثانية بنفطة، تلك المدينة التي تتعانق فيها الواحة والصحراء ...
محاضرات دولية عن «التصوف»
على أرض نفطة سيكون لقاء روحانيات بين فرق الموسيقى الصوفية القادمة من المغرب وليبيا والجزائر وسوريا وباكستان وسوريا ومالي... وفي هذا السياق أكد مدير المهرجان حسن الزرقوني أن المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية بنفطة يطمح إلى معانقة العالمية من أجل إشعاع أكبر للموروث الحضاري والثقافي بالجنوب التونسي وجذب الاهتمام والاستقطاب السياحي إلى تونس.
وفي ندوة صحفية انتظمت أمس بمقر مؤسسة «سيغما كونساي» بالعاصمة ، شدد مدير مهرجان روحانيات على ضرورة تثمين المخزون الصوفي في جهة الجريد وتحديدا في مدينة نفطة حتى يكون رافدا ثقافيا وسياحيا يثير الانتباه إلى ولاية توزر كوجهة سياحية ذات خصوصية مميزة وتراث غنيّ من حرف تقليدية وصناعات يدوية وأكلات شعبية...
تنقسم يوميات مهرجان روحانيات 2 إلى أربع فقرات هي «صبحيات»، «عشوية»، مغاريب»، «ليالي». ومع فقرة «صبحيات» لن يكتفي المهرجان بالعروض وسهرات الفن الصوفي بل سيكون المجال مفتوحا لصوت الجامعيين والأكاديميين من تونس والخارج في محاضرات عن التصوف. حيث سيكون الافتتاح مع محاضرة بعنوان «الصوفية والسماع، مولانا جلال الدين الرومي والموالي». في حين يخصص اليوم الثاني من المهرجان فقرة «صبحيات» لمحاضرة الدكتورة لطيفة الأخضر حول «التصوّف والإخوانية». أما يوم السبت 4 نوفمبر 2017 فسيكون الموعد مع محاضرة بعنوان»التصوف في العالم الحديث» مع الأستاذ وحيد السافي عن معهد الدراسات الدينية. وفي اختتام المهرجان تهتم «صبحيات» بموضوع»التصوف في أوروبا» من خلال شهادات الفنانين كارول لطيف أمير وتيوفيل من فالنسبوغ.
«الزيارة» لأول مرة في الجنوب التونسي
بميزانية تقدر بـ 300 ألف دينار يطمح المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية بنفطة إلى احتضان مختلف التعبيرات الفنية في «الروحانيات» واستقطاب أشهر الفرق الموسيقية في هذا الفن من مشارق الأرض ومغاربها. وما بين «عشويات» الساحات العامة و»مغاريب» فضاء دار الوادي و«ليالي» مسرح الهواء الطلق تتوزع عروض مهرجان روحانيات في دورته الثانية.
ولعل من أهم سهرات المهرجان هو عرض «الزيارة» لسامي اللجمي الذي لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا في العاصمة والمدن الساحلية لكنه ظل عصيّا على جمهور الجنوب التونسي. ولأول مرة ستكون مدينة نفطة على موعد مع «الزيارة» في سهرة الافتتاح على الساعة التاسعة ليلا بمسرح الهواء الطلق.
ومن بين عروض المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية بنفطة سيكون اللقاء مع
«حضرة رجال تونس» لتوفيق دغمان، وعرض «النبي» لجبران خليل جبران لمجموعة «درويش بروجكت»، وعرض «كوالي» من الباكستان، وعرض غنائي صوفي للفنانة ليلى حجيج من تونس، وعرض فرقة «ابن عربي» من المغرب، وعرض فرقة حلب للإنشاد والتراث من سوريا... وسيكون اختتام المهرجان على إيقاع عرض الشيخ أحمد جلمام وفرقته للإنشاد الروحي من تونس.
المهرجان يبعث الحيوية في المدينة
على وقع مهرجان روحانيات 2، من المنتظر أن تعيش مدينة نفطة حيوية كبرى في شوارع المدينة وساحاتها العامة طيلة أيام المهرجان مع فقرة»عشوية» اليومية من الساعة الرابعة إلى السابعة مساء. وسيكون الموعد يوم الافتتاح مع خرجة بشوارع مدينة نفطة إلى ساحة مصطفى خريف بمشاركة مجموعة من الطرق الصوفية المحلية والجهوية والوطنية. في حين تحتفي «عشوية» اليوم الثاني من المهرجان بعرض السلامية بساحة الفنون بالبياضة. وفي اليوم الموالي سيكون الموعد مع مديح وإنشاد صوفي للفرق المغاربية من الجزائر وليبيا والمغرب بساحة مصطفى خريف. أما يوم الاختتام فسيكون بتنشيط الساحات بعروض البنقة والسطمبالي والإنشاد الصوفي...
لاشك أن المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية بنفطة في دورته الثانية من 2 إلى 5 نوفمبر المقبل سيغير وجه المدينة التي ستتصالح مع عمقها الحضاري المهمش وإرثها الثقافي المنسي ... فهل سيكون لهذا المهرجان امتداد وانتشار في قادم الأعوام؟