بعد مسرحية «النجدة» التي لاقت نجاحا هاما و لا تزال تحظى بطلب عديد المهرجانات و التظاهرات الثقافية، انهي المركز انجاز مسرحيته الجديدة بعنوان «سيدة القلوب» للمخرج الشاب «محمد علي احمد» في إطار مزيد دعم الكفاءات الشابة و تشجيعهم على مزيد الإبداع و الإنتاج المسرحي, وهو من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي بالكاف. أسس شركة زمان للمسرح سنة 2012 والتحق بمركز الفنون الدرامية بالكاف كممثل, حيث شارك في مسرحية «النسور» إخراج سامي ألنصري ، ثم تحول إلى مركز الفنون الدرامية بقفصة وشارك أيضا في مسرحية «نوارة الملح» إخراج علي اليحياوي ، كما شغل خطة مخرج مساعد مع الفنان الهادي عباس في مسرحية «حديث الجبال» ومسرحية (العكس أصح) ، كما تولى إخراج عديد الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال منها: مأزق من أوهام, دجاجة العجب، الموسيقار البارع، الطريق إلى الأميرة تم كيف جحا وللكهول: آخر المسرحيات التالية: عندي ما نقلك, وسيدة القلوب من تأليف محمد الصالح عروس، تمثيل لطيفة ألقفصي ومنجي الورفلي وأمل البيه وأحمد حمودي و جمال الذيبي وقليعي حراثي و وئام براهمي وأسامة فرحات و فاضل الخنوسي وهو عمل تشاركي انطلاقا من فكرة مع لطيفة القفصي ومحمد صالح عروس، كما أشار إلى ذلك المخرج محمد علي أحمد وسينوغرافيا إيمان الصامت.
وإن كانت مسرحية «سيدة القلوب» إعادة لكتابة قصة «أليس في بلاد العجائب» إلا أنها تختلف من حيث الشكل و المضمون, إذ أنها تنهل من انتروبولوجيا المجتمع القفصي وعاداته وتقاليده ورصيده الثقافي والتراثي الثري والمتنوع، وتعتمد على اللغة العربية الفصحى في محاولة جادة و هادفة لتصدير خطاب مسرحي عقلاني لاسيما و انه موجه للأطفال في سياق ما تنتجه وسائل الإعلام والترفيه الأخرى من حيث الانتاجات الأجنبية، التي لا تراعي قيم الطفل الاجتماعية وتوجهاته الثقافية, وهو ما يضع مسرح الطفل اليوم أمام إشكاليات ابستيمولوجية تتعلق بحماية حقوق الطفل كفرد اجتماعي له كينونته،تعتمد المسرحية على البيداغوجيا التطبيقية الموجهة للطفل و الناشئة ما بين سن 10و 18 سنة، و ملخص المسرحية حكاية سيدة القلوب: « لطيفة القفصي» و هي شخصية متناقضة فرغم طيبة قلبها و ما تتميز به من مودة و حنان تجاه الآخرين في الظاهر إلا أنها تهيمن في حكمها على الجميع مستعملة شتى أنواع القسوة و التخويف و الغطرسة ،و في مسار المسرحية تكون المكاشفة عن بقية الشخصيات و أهم أدوارها و التي تسعى إلى الإطاحة بعرش سيدة القلوب المستبدة...
محمد علي أحمد مخرج المسرحية:
مسرحية «سيدة القلوب» عمل موجه للأطفال يتميز بمشاهد غنائية راقصة مستوحاة من المسرح الاوبرالي ومن السينما و هي من إنتاج و كما اشرنا في البداية لمركز الفنون الدرامية الذي وفر كل الإمكانيات المادية و البشرية المتاحة لإنجاح المسرحية التي تحظى أيضا بدعم من وزارة الشؤون الثقافية وهو ما يزيد في أهمية العمل وجسامة الدور المنوط بعهدة الممثلين بالخصوص .
وقد كان مقترح الفكرة من الممثلة القديرة لطيفة القفصي ثم تطور المقترح ليتولى الأستاذ محمد الصالح عروسي كتابة النص.
و يتشارك في المسرحية نخبة من الممثلين المسرحيين المعروفين إلى جانب وجوه شابة تقف لأول مرة على خشبة المسرح و هما «أمل الببة» و «وئام براهمي» و هما نتاج للورشات التي ينظمها مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة باستمرار.