خلفا للمغنى الأمريكى بوب ديلان الذي آثار فوزه بجائزة نوبل للآداب 2016 الكثير من الجدل حول مدى استحقاقه لهذه الجائزة الأدبية ... عادت نوبل للآداب إلى مسارها الطبيعي لتذهب إلى رجل الأدب والرواية «كازو إيشيغورو».
من «بوكر» إلى «نوبل»
«إن في الجائزة إطراء مذهلا... وشرف عظيم، لأن الجائزة تعني في الأساس أني أسير على خطى المؤلفين الكبار، فهذا ثناء رائع.» هكذا علّق صاحب نوبل للآداب 2017 «كازو إيشيغورو» على منحه أعرق وأشهر وأكبر جائزة أدبية في العالم.
يشار إلى أن «إيشيغيرو» البالغ من العمر 62 سنة هو من مواليد ناكازاكي باليابان وقد انتقل إلى إنجلترا عام 1960 برفقة أسرته، وحصل على درجة الليسانس من جامعة كنت عام 1978 والماجستير من جامعة إيست أنجليا لدورة الكتابة الإبداعية عام 1980، وحصل على الجنسية البريطانية عام 1982.
وقد كتب إيشيغورو ثمان روايات، ترجمت إلى 40 لغة.ومن أكثر رواياته شهرة «بقايا النهار» 1989، و»لا تدعني أرحل أبدا»2005، اللتان اقتبستا في فيلمين نالا نجاحا كبيرا.ومن بين أهم أعماله «منظر شاحب من التلال» 1982، «فنان من العالم الطافي» 1986، «من لا عزاء لهم» 1995، «بينما كنا يتامى» 2000...
وبعد أن حاز الكاتب الياباني الأصل «كازو إيشيغورو» جائزة «بوكر» سنة 1989عن روايته «بقايا النهار»، ها هو يفوز بجائزة نوبل للآداب في 2017.
يذكر أن قيمة الجائزة المالية هي 9 ملايين كورونة سويدية ، بعد أن كانت قيمتها المالية تبلغ 8 ملايين كورونة حتى العام الماضي.وذلك بعد أن أعلنت مؤسسة نوبل زيادة القيمة المالية لجائزة نوبل للآداب 2017.
العرب دائما خارج السباق !
جاء الإعلان عن هوية صاحب نوبل للآداب 2017 بعيدا عن الترشيحات المتداولة وخلافا لكل التوّقعات التي راهنت عليها بورصة الترشيحات الأدبية لكل من لكاتب الكينى نغوغى وا ثيونغو، والكاتب اليابانى هاروكى موراكامى، والكاتبة الكندية مارجريت آتوود، والروائى الاسباني خافيير مارياس، والشاعر الكورى الجنوبى كو أون، بالإضافة إلى الكاتب الإسرائيلى عاموس عوز، بجانب المرشح العربى الدائم الشاعر السورى أدونيس.
ولعله من باب الرجاء الأقرب إلى الحلم البعيد أن يراود الأمل العرب في كل عام بالظفر بجائزة نوبل للآداب للمرة الثانية سيما وأن اسم الشاعر السوري «أدونيس» عاد بقوّة هذا العام لاحتلال قائمة التوّقعات وتصدّر روزنامة التكهنات. ولعله من باب الوقوف على الأطلال يستذكر العرب في كل عام مجدهم الغابر ونجمهم الآفل منذ حوالي 29 سنة... منذ تتويج الأديب المصري نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب سنة 1988.
وإن يتردد كثيرا اختلاط الموهبة الأدبية بالخلفية السياسية والخفايا الإيديولوجية في كواليس وضع معايير اختيار الفائز بجائزة نوبل للآداب، تبقى الأمنية المتجددة في كل سنة بأن تعود الجائزة للعرب مرة أخرى بعد أكثر من ربع قرن من الانتظار !