دورة جديدة شهدت بعض التجديد رغم عديد الصعوبات خاصة المادية منها لمهرجان عريق ذو خصوصية من المفروض أن يُجاوز الفرجة رغم أن هذه الأخيرة أثر دال على ثقافة مخصوصة تتميز بها المنطقة، و يتوخى الحفر في خصوصية التراث الثقافي والتنقيب في مخزون ثري تزخر به الجهة... البعد الترفيهي مطلوب خاصة خلال العطلة الصيفية لكن المزاوجة بين الفرجة والغوص في عمق هذا التراث بطريقة مغايرة للسائد مطلوبة أيضا ..هذا وشهد اليوم الأول من التظاهرة 18 اوت ،ورشات مفتوحة في الرسم موجهة خاصة للأطفال ومسابقات متنوعة بالإضافة لسهرة فنية أحياها الفنان فوزي بن قمرة وشهدت إقبالا من الجمهور العاشق للأناشيد الدينية ،كما سجلت مواكبة من قبل والي الجهة منجي ثامر وحضور لشخصية فلسطينية شاركت أيضا بالانشاد.. وأُقيم مساء اليوم الثاني كرنفال شمل عروضا فرجوية وسط المدينة ،أمنتها فرق فنون شعبية من ولايتي قابس وتوزر خاصة واخرى تراثية لطائفة غبنتن ،كذلك الفروسية والمداوري وعرض الجحفة..عروض تخللتها مداخلات في الشعر الشعبي أمنها خاصة الشاعر الشعبي علي الوحيشي (السرجان) ،كذلك الشعر الشعبي الغنائي لتُشكل لوحة متكاملة في التقديم والإخراج..
عندما يتسلطن الشاذلي الحاجي
في صباح اليوم الختامي الاحد 20 أوت ،كان الموعد مع انطلاق موكب الناقة او بالأحرى الزيارة: «اليوم زرنا شايب الذرعان// خيار الوليان //وجبنا الناقة والفرسان..». (الشاعر علي السرجان) ..موكب شهد متابعة مكثفة من الجمهور ومشاركة الفرق الشعبية ، الطائفة،الجلوالي والفرسان والذي انطلق من أمام مسجد الشريفية وصولا إلى مقام سيدي يحيى ، أين أقيمت عروض فرجوية بساحة المهرجان «العرارمة» بمدينة عرام.. مسك ختام هذه الدورة كان من خلال سهرة فنية بفضاء المدرسة الإعدادية بالجهة أحياها الفنان وابن الجهة الشاذلي الحاجي بمشاركة عدد من الاصوات الشبابية الواعدة من قابس وهو اختيار يُحسب لرئيس الفرقة الموسيقية المصاحبة المايسترو المنجي الصويعي.. سهرة حضرها معتمد مارث وانطلقت في العاشرة ليلا مع الشاب محمد الطاهر وأغاني تونسية أصيلة انتقاها وأداها باقتدارعلى غرار «يا دار الحبايب»، «منيّرة»، «ملاك يا ملاك»..، أما الصوت الطربي الشجي والتي مثلت اكتشافا في احدى سهرات مهرجان المدينة لهذه السنة فاطمة الطاهر ،فغنت الشرقي «سامحتك سامحتك» و«حياتي عندك» بالاضافة لاغنية ذات إيقاع ليبي «شندرلانا» ،ليكون الموعد مع نجم السهرة الفنان الشاذلي الحاجي و وصلات جد متنوعة ومراوحة بين المواويل والاغاني التونسية الأصيلة من إنتاجه ولبعض كبار المطربين التونسيين ،كذلك الأغاني الشعبية خاصة تلك التراثية القابسية ..الجمهور الحاضر تفاعل كثيرا مع الحضور الركحي المميز فضلا عن قوة صوت الحاجي وانسجامه مع الفرقة الموسيقية وذلك من خلال الإعادات والتصفيق والرقص الهادئ..