شيع جثمان محمد الصغير اولاد احمد وسط زغاريد النساء.. حبيباته ونصف..
لم تكن جنازة وطنية، بالمعنى الرسمي للكلمة، ولكن أعلام تونس انتشرت هنا وهناك، جنازة ودعته فيها النساء مع الرجال جنبا إلى جنب.. جنازة مهيبة علتها الزغاريد طورا والشعارات طورا اخر «يا أولاد احمد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح».. جنازة بدأت بالنشيد الوطني.. جنازة لم نسمع فيها غير حماة الحمى وغير التصفيق لكل من تلى بيتا من شعره.. حمل الراحل على أعناق محبيه كانوا يتخاطفون جثمانه الطاهر، من سينال شرف حمله..دفن أولاد احمد على أنغام أشعاره وعلى زغاريد نساء وطنه وتصفيق احبابه..
بينما سماء تونس ملئية بالغيوم، حزينة على فراق شاعرها الراحل الذي تفنن في حبها، امتلأت مقبرة الجلاز بعد عصر يوم أمس، أناس أقبلوا يودعون شاعر تونس ورمزا من رموز ثورتها، وابنا بارا، أحبها في سرائه وضرائه.. وواكب الجنازة العديد من الشخصيات السياسية على غرار أحمد نجيب الشابي وحمة الهمامي ورضا بلحاج ومحسن مرزوق وسمير ديلو وعبد اللطيف المكي والعجمي الوريمي وعدد من مستشاري رئيس الجمهورية على غرار معز السيناوي، وسعيدة قراش.. وعدد من أعضاء مجلس نواب الشعب ووجوه من العائلات اليسارية والعديد من الفنانين والشعراء والمبدعين والمسرحيين والصحفيين والكتاب.. ووجوه من الاتحاد العام التونسي للشغل على غرار حسين العباسي.
أبنّ أولاد أحمد حمة الهمامي، في كلمة طويلة عريضة مذكرا بمسيرته ونظالاته ومقاومته رغم تجويعه ورغم الماسي التي تتالت عليه وعلى تونس...
أولاد أحمد يستحق جنازة وطنية
العديد ممن واكب الجنازة تساءلوا لماذا ألا يستحق اولاد احمد جنازة وطنية، وحتىبعضهم رأى أن «يوم دفنه يجب ان يكون يوم حداد، وان لم تعلن تونس الحداد على أفضل شعرائها فعلى من ستعلن»؟..
وهنا لا بدّ ان نشير الى ان محسن مرزوق كتب عبر صفحته الرسمية بالفايس بوك وطالب بجنازة وطنية له.....