السهرة الثالثة من «مهرجان للضحك فقط»: معز التومي، وجيهة الجندوبي و«أحبك على الطريقة الجزائرية»

جمعت السهرة الثالثة من مهرجان للضحك فقط ثلاثة أعمال مسرحية منها ما هو معروف لدى الجمهور التونسي، شخصية عزيزة من مسرحية «فركة صابون» و»العفشة مون أمور»، ومنها ما اكتشفه الحضور للمرة الأولى أي مسرحية «أحبك على الطريقة الجزائرية».

ولئن اختلفت المواضيع التي طرحت فيها، فإنها اجتمعت على إضحاك الجمهور واصطحابه إلى فسحة زمنية مليئة بالكوميديا والفكاهة، حيث انطلق معز التومي أولا ليحدثنا عن عزيزة، تلك العزباء إلى الأبد، دون عائلة ودون موارد، امرأة في عمر متقدم تسكن دار المسنين حطمتها الحياة، تعاني من الملل والروتين اليومي، ولكنها في ذات الآن مواكبة لما يجري حولها، فتحدث الجمهور عن مواضيع راهنة، عن علاقة الدين مثلا بالفن، هل التمثيل حرام؟ والرقص والغناء؟ وما مآل الفنانين في هذه الحالة؟ إلى الجنة أم إلى الجحيم؟ وماذا عن السياسيين؟؟؟

عزيزة هي أيضا مثال لجداتنا اللواتي عشن بفطرتهن متحررات في أحيان عدة من عديد المكبّلات الاجتماعية والدينية، هي في هذه السهرة وفي هذا العرض ضميرنا المستتر الذي يرجّنا من أجل أن نعمل العقول وأن نتصدى للمسلمات بمعاول النقد.
الجزء الثاني من السهرة كان مع الفنانة وجيهة الجندوبي التي قدمت جزءا من عملها الناجح «العفشة مون أمور» التي تروي قصة امرأة استيقظت من النوم لتجد نفسها وقد غزاها الشعر على امتداد جسدها نتيجة لخلل هرمونيّ مؤقت وفق ما قاله لها الطبيب، مضيفا بأن ذلك يعود إلى عدم تكيّفها مع الوضع الخارجي والفوضى التي تشهدها البلاد.

في رحلة بحثها عن العلاج تكتشف أنها هي الوطن، هي تونس وأن مرضها ليس إلا مرض البلد بأسره.
تسرد «العفشة» الوقائع اليومية لحياة المواطنين المنتمين للطبقات المتوسطة وما دونها، حلم امرأة في تشغيل أبنائها بعد أن كافحت وبذلت الغالي والنفيس لتعليمهم، تحكي سيرة المنسيين القابعين في «الحي اللوطاني»، أولئك الذين سئموا الهامش والذين لا حيلة لهم غير الحلم.

وتسلط نور نقدها على الخراب والموت القادم من الشرق، إذ أنها وأثناء اتصالها بـ»اختصاصي» تجميل، يحدثها هذا الأخير عن ختان البنات وعن عادات لم تعرفها تونس فتدرك أنها اختارت الاتجاه الخاطئ وأن عليها أن تصحح بوصلتها لتغيّر من حالها، فشخصية «العفشة» ليست إلا تونس.
ثالث الأثافي كان مع مسرحية «أحبك على الطريقة الجزائرية»، وهي كوميديا تطرح مسألة الزواج المختلط ، إذ أن كارلو وفريد صديقين منذ الصغر، تعودا على مغازلة الفتيات منذ زمن طويل، غير أن كارلو لم يفصح عن صداقته لعائشة أخت فريد وأنهما يخرجان سويا منذ سنتين.

وبما أن الحبيبين قرّرا الزواج، سيصارح كارلو صديقه بهذه العلاقة التي أبقاها سرا، فينتج عن هذا الإعلان مشاحنات وأخذ ورد ومواقف هزلية.

فعلى كارلو بحسب فريد أن يدخل الإسلام وأن يقوم بعملية الختان وأن يكون مظهره كالمسلمين..

هذه الكوميديا هي نشيد للحب والتعايش السلمي رغم الإختلافات.
الموعد هذه الليلة سيكون مع فوضيل كايبو الذي سيقدم عملا مسرحيا ذا نسق سريع يقدم أثناءه شخصيات عديدة، يستنبطها ويستدعيها إلى الركح ويجسّدها بطاقة فنية مثيرة للانتباه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115