«لمين» هدية إلى روح عاصي الرحباني
حيّرت العالم بأدائها وسحرت الناس بصوتها فلقبّوها بأجمل الأوصاف وبايعوها سلطة الخلود ... وبعد انقطاعها عن الغناء لمدة سبع سنوات، تستعد السيدة فيروز إلى طرح ألبوم جديد قريبا من إنتاج الشركة العالمية «ديكا ريكورد يونيفرسال» التي ستقوم بإطلاق الألبوم من فرنسا.
وقد أطلقت الفنانة اللبنانية فيروز أغنية منفردة من ألبومها الجديدة بعنوان «لمين» بمناسبة مرور 31 عاما على رحيل زوجها ورفيق دربها الفنان عاصي الرحباني.
وقد كتبت كلمات أغنية «لمين» ابنة الفنانة فيروز ريما الرحباني في اقتباس من الأغنية الفرنسية «لمن تسهر النجمة»» لجيلبير بيكو.
واختارت «جارة القمر» فيروز أداء أغنية «لمين» بإيقاع هادئ على أنغام آلتي الساكسفون والبيانو، وفي مدة زمنية قصيرة لا تتعدى الدقيقتين والنصف.
فيروز بين الإعجاب والاستغراب
تغيّر الزمان والمكان ولم يتغير صوت فيروز الملائكي حتى وهي في الـ81 من عمرها كما بدت في شدو أغنية «لمين» من ألبومها الجديد «ببالي». ويقول مطلع الأغنية:» لمين بيبكي الحور لمين، لي أرض بتدور، إلك أو إلي أو مش لاشي، مش لاشي ولا أي شي «
وإن كان الإجماع على جمال وعذوبة صوت فيروز الذي لم يتأثر بمرور الأيام، فقد كان الانقسام حول أغنية «لمين». وقد استغرب الكثيرون من إقدام السيدة فيروز على القبول بأداء مثل هذه الأغنية التي لم تكن في مستوى عمق كلمات وروعة ألحان أغاني فيروز السابقة والخالدة. وكان مما قيل في هذا السياق ما يلي :» الصوت ما زال فاتنا، وما زال الاستماع إليها أشبه بالغوص أسفل محيط من الجمال، لكن هذا لا يعني أن أغنية فيروز الجديدة «لمين» أغنية ناجحة، بل إنها مخيبة للآمال بشكل كبير...».
كما دافع البعض الآخر عن أغنية «لمين» من أجل عيون السيدة فيروز وتاريخها الجميل، الطويل من الفن والإبداع والبصمة التي لا تشبه أحدا ...وتعللت هذه الجبهة المناصرة لفيروز مهما كانت خياراتها الفنية بالقول :» أن بساطة الكلمات لا تحتمل كل هذا الجدل المثار حولها، وسبق لفيروز أن غنّت كلمات أبسط، يحسب لها أنّها دخلت الأستوديو في الـ81 من عمرها، وغنّت بصوت ملائكي لم تمرّ عليه السنين...».
في رصيد فيروز أكثر من 800 أغنية تؤثث محطات مسارها الفني الممتد منذ مطلع الخمسينات، إذ شكلّت رفقة الأخوين عاصي ومنصور الرحباني ثلاثيا مبدعا عصيّا عن النسيان.وبكل شوق ينتظر عشاق صاحبة الصوت المخملي طرح ألبوم السيدة فيروز الجديد بعد سنوات طويلة من الغياب، فهل ستكون الأغاني الجديدة بحجم الروائع القديمة؟