أثار تأخير بث النشرة الرئيسية للأنباء جدلا كبيرا وتساؤلا واسعا حول الأسباب الحقيقية لهذا المأزق وخلفيات عدم تلافي الطوارئ وإنقاذ الموقف...
التلفزة التونسية توّضح وتعتذر
بعد الاستفهام الحائر عن دواعي تأخر النشرة الرئيسية للأنباء عن موعدها المعتاد، جاء التوضيح على لسان مدير الأخبار بالتلفزة التونسية حمادي الغيداوي بأن «السبب يعود إلى تغيّب مخرج النشرة بسبب نوبة قلبية مفاجئة ألمّت به...»
وفي بلاغ لها أعربت التلفزة التونسية عن «أسفها لبث النشرة الرئيسيّة للأنباء في غير موعدها المقرر في شهر رمضان وذلك بسبب تعرض مخرج النشرة لأزمة قلبية مفاجئة حالت دون حضوره لتأمين إخراجها المباشر « حسب ما جاء في نص البلاغ .
كما ورد في البلاغ ذاته ما يلي:» وإذ تتقدم التلفزة التونسية لمشاهديها الكرام باعتذارها لما حصل مساء اليوم فإنها تجدد تأكيد ها على أن بث نشرة الأخبار يتواصل في موعده اليومي خلال شهر رمضان في الساعة السابعة مساء. وسيعود موعد النشرة الرئيسيّة بمجرد انتهاء شهر رمضان إلى توقيتها المعهود أي إلى الساعة الثامنة مساء من كل يوم».
فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات
أمام الحادثة الخطيرة لتأخر بث النشرة الرئيسية للأنباء طيلة ساعة ونصف، أذنت رئاسة الحكومة بفتح تحقيق بخصوص عدم بث النشرة في موعدها على الوطنية الأولى دون أي إعلام أو توضيح مسبق.
وقد علمت «المغرب» أن الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية قد رفع تقريرا إلى رئاسة الحكومة صباح أمس بخصوص أسباب تأخر موعد بث النشرة الرئيسية للأنباء.
وفي هذا السياق، أفادت «المغرب» مصادر مطلعة برئاسة الحكومة أن مدير الأخبار حمادي الغيداوي أوضح أن «تأخير بث النشرة ناجم عن تعرض مخرج النشرة إلى نوبة قلبية مفاجئة منعته حتى من إبلاغ رؤسائه في العمل عن هذا الطارئ الصحي ... وأن المادة الصحفية للنشرة الرئيسية للأنباء كانت جاهزة للبث لولا القوى القاهرة التي أدت إلى تأخير موعدها...».
وقد طالبت رئاسة الحكومة الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية بفتح تحقيق في الغرض لتحديد المسؤوليات...وبخصوص مدى صحة الأخبار المروّجة لنيّة رئاسة الحكومة في إقالة الرئيس المدير العام إلياس الغربي، أشارت المصادر ذاتها أن الحديث في هذا الموضوع رهين النتائج التي سيسفر عنها التحقيق في حادثة تأخير بث النشرة الرئيسية للأنباء.
وعكة صحية أم قصور في إنقاذ الموقف؟
شهد الشارع التونسي استنكارا بسبب حادثة تأخير موعد بث النشرة الرئيسية للأنباء والحال أن المرفق العمومي يعج بالموارد البشرية التي بإمكانها سدّ النقص وإنقاذ الموقف حتى لا تكون «المجموعة» الحاضرة عاجزة أمام «الفرد» الغائب... كما تناقلت كواليس التلفزة التونسية أنباء متضاربة عن حقيقة ما حدث إلى حد التشكيك في تعرض مخرج النشرة إلى وعكة صحية مفاجئة. وقد حاولت «المغرب» الاتصال بمخرج النشرة محمد على الشريف للوقوف على تفاصيل الحادثة، فجاء صوته متعبا ورده مقتضبا ليكتفي بالقول:» ظروفي الصحية الحرجة تمنعني من التحدث في الموضوع حاليا...».
ومن جهته حمّل كاتب عام نقابة الإدارة والإنتاج والتقنيين بالتلفزة التونسية محمد السعيدي الرئيس المدير للتلفزة التونسية مسؤولية ما حدث. وأضاف في تصريح لـ«المغرب» بالقول:»لا تتوّقف حادثة تأخير موعد النشرة الرئيسية للأنباء على تعرض مخرج النشرة إلى نوبة قلبية مفاجئة فقد سبق منذ حوالي شهر أن تأخرت النشرة عن موعدها ليتعهد الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية إلياس الغربي بفتح تحقيق في الموضوع... وإلى اليوم لا نتيجة لهذا التحقيق ! والأمر يتجاوز التعلل بظرف بشري طارئ ليطرح الاستفهام حول مناخ التسيب والتهاون الذي يسود كواليس التلفزة التونسية بسبب انعدام الخبرة والكفاءة لدى الرئيس المدير العام في فرض الجدية والانضباط في تسيير هذا المرفق العمومي».