وكما يحيل عنوانه فإن مسلسل «البانكة العريانة» الذي كتب نصه محمد المي وأخرجه محمد السيّاري يعود بنا إلى فترة الثلاثينات من القرن العشرين ليسلط الأضواء على الحركة الثقافية والظرفية السياسية في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلاد التونسية.
في هذا العمل الدرامي الإذاعي يتجلى الصراع بين طرح «تقليدي» وآخر «حداثي» حمل لوائه أعلام الثقافة والسياسة في ثلاثينات القرن الماضي على غرار الطاهر الحداد والشابي وعلي الدوعاجي ومصطفى خريف والحبيب بورقيبة والطاهر صفر ومحمود الماطري ...فكانت ثمرة هذا التجديد الفكري والسياسي تأسيس المعهد الرشيدي.
ويلتقي عدد هام من الممثلين والممثلات في «البانكة العريانة» على امتداد حلقاته الثلاثين على غرار حمادي الوهايبي والمنجي بن حفصية وحداد بوعلاق وفتحي المسلماني وعبد العزيز المحرزي وعزيزة برباش وأنور العياشي وشوقي بوقلية وريم عبروق وقابيل السياري وفرحات الجديد وإكرام عزوز ...
وقد أشاد الكثيرون بالقيمة الفنية وجودة المضمون في هذه الدراما الإذاعية، وفي هذا السياق كتب الدكتور عبد الجليل بوقرة:»البانكة العريانة مسلسل تونسي تبثّه الإذاعة الوطنية بعد آذان المغرب والابتهالات، كتبه محمد المي وأخرجه محمد السياري وشاركت فيه نخبة من أفضل الممثلين لتجسيد أدوار شخصيات سياسية وثقافية تونسية كان لها بالغ الأثر في مرحلة مفصلية من تاريخ تونس السياسي والثقافي والاجتماعي: مرحلة ثلاثينات القرن العشرين... شخصيات مثل الطاهر ابن عاشور والفاضل ابن عاشور والحبيب بورقيبة ومحمود بورقيبة ومصطفى خريف وعلى الدوعاجي والطاهر الحداد... مسلسل يسلّط الأضواء بطريقة فنية راقية على جزء مهم من تاريخ تونس ويساعد على فهم حاضرنا... مسلسل أعتبره أفضل عمل درامي في رمضان 2017 ليت التلفزة الوطنية تحوّله إلى مسلسل تلفزيوني لتحقّق نقلة
نوعية في الأعمال الدرامية وتقطع مع عهد الأعمال التافهة الغبية الغريزية المنتشرة في قنواتنا كانتشار التجارة الفوضوية الموازية في أسواقنا وانتشار الزبالة في شوارعنا...».
وربما صدى مسلسل «البانكة العريانة» سيكون أكبر لو تمّ اختيار توقيت أفضل للبث في موعد مدروس يضمن نسبة استماع مهمة حتى لا تبقى هذه الدراما المحترمة مغمورة!