وهو ما دفع الموسيقي رياض الفهري إلى بعث رسالة تظلم إلى رئيس الحكومة ...
جاء قرار إلغاء عرض الفنان رياض الفهري والفنانة آمال المثلولي قبل أيام من تقديم البرمجة الكاملة لمهرجان قرطاج الدولي في دورته 53 التي ستلتئم من 13 جويلية إلى 19 أوت 2017 حيث تتوزع سهرات المهرجان بين المسرح الروماني بقرطاج ومتحف قرطاج ..
الفنان رياض الفهري:
لماذا رفض الوزير عرضي بعد الموافقة عليه..؟
«لمسات» هو عنوان العرض العالمي الذي كان تقدم به الفنان التونسي رياض الفهري إلى هيئة مهرجان قرطاج الدولي في دورته 53، بتاريخ 7 ديسمبر 2016 إلى وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وإدارة مهرجان قرطاج الدولي ليكون الفنان رياض الفهري أول من بادر بتقديم ملف الترشح على حد قوله.
وقد بعث الموسيقي رياض الفهري برسالة تظلم إلى رئيس الحكومة جاء فيها ما يلي:» حظي مشروع «لمسات» بالقبول كعرض لاختتام المهرجان من طرف غالبية أعضاء الهيئة تحت إدارة آمال موسى ، ثم تم قبوله تحت إدارة مختار الرصاع كعرض افتتاح أو ليوم 5 أوت 2017 وهذا ما أكده لي مدير الدورة الجديد حين استقبلني في مكتبه في مناسبتين ...مما جعلني التزم مع الموسيقيين العالميين من اليابان وأمريكا وإيطاليا واسبانيا واليونان وألمانيا والمغرب والجزائر وتونس والاوركستر السمفوني بفيانا، والشركة المختصة للهولوغرام وثلاثية الأبعاد والتقنيات الحديثة من فرنسا الذين أبدوا استعدادهم للمجيء إلى تونس وتقديم عرض استثنائي بمقابل مالي رمزي يقدر بمائة وخمسة وعشرين ألف دينار».
وعن تفاصيل إلغاء عرضه بمهرجان قرطاج الدولي، علّق الفنان رياض الفهري بالقول:»بعثت برسالة إلى مدير المهرجان قصد مدّي بتاريخ نهائي للعرض لأتمكن من إجراء الاتصالات الأخيرة مع المشاركين العالميين معي في العرض... فكانت المفاجأة الكبرى حين استقبلني مؤخرا مدير الهرجان مختار الرصاع وصرّح لي بأن وزير الثقافة قد ألغى العرض لأسباب غير مبررة. مع العلم بأن الومضة الاشهارية التي تنشر حاليا بالصفحات الالكترونية لمهرجان قرطاج الدولي تحمل صورا من ملفي الذي تقدمت به !
فلماذا اللجان وما دورها؟ ما هو دور مدير المهرجان في أخذ القرار؟ لماذا بعد كل هذه المدة، وبعد التزامي وتكبدي خسارة مالية مهمة لإعداد هذا العرض يقوم الوزير برفضه والحال أن مدير المهرجان أبدى تحمسه للعرض؟»
واعتبر الفنان رياض الفهري أن «معاملة الفنان التونسي بمثل هذه الطريقة خاصة بالنسبة إلى الذين رفعوا اسم تونس عاليا في أكبر مسارح العالم هي إحباط للمبدعين وإقحام للحسابات الشخصية الغامضة في الإبداع والشأن الثقافي ...»
الفنانة آمال المثلولي:
«هل من تفسير لهذا الوضع السخيف»
لم يكن الفنان رياض الفهري هو الوحيد المعني بقرار إلغاء عرضه المبرمج على ركح مهرجان قرطاج الدولي بعد اتفاق سابق مع مدير المهرجان، إذ كشفت الفنانة الملتزمة آمال المثلولي عن تلقيها رسالة من هيئة المهرجان تبلغها بإلغاء عرضها المبرمج في سهرات الدورة 53 بسبب صعوبات مادية. وأمام هذا القرار المفاجئ، كان تعليق آمال المثلولي كما يلي:» إنني في غاية الدهشة وخيبة الأمل لتلقي مثل هذه الرسالة من هيئة مهرجان قرطاج الدولي بعد أن أبلغونا منذ ما يزيد عن الشهر بقبول عرضنا وتأكيد مشاركتنا في الدورة 53 من مهرجان قرطاج الدولي والموافقة على ميزانية العرض بل تم تحديد موعد 9 أوت 2017 لصعودنا على مسرح قرطاج الأثري. ويأتي هذا القرار المباغت بعد أن تفرغ فريق يتكون من 50 موسيقيا تونسيا وعالميا منذ 17 أفريل الفارط للتمارين استعدادا لعرض قرطاج الموعود. فكم نحن في حرج اليوم بسبب هذا القرار المفاجئ!».
وتضيف الفنانة آمال المثلولي:»منذ 5 سنوات لم أدع للغناء في تونس... وبعد إصدار ألبومين و القيام بجولات فنية والمشاركة في حفل تسليم جائزة نوبل للسلام للرباعي الراعي للحوار بأوسلو سنة 2015... ظننت أن الاحترام والاعتراف سيكونان حليفي في بلدي. ولكن للأسف لا شيء تغيّر بعد الثورة...واليوم، لاتزال هذه الحواجز غير المرئية تمنعني من ملاقاة جمهوري الذي يعتقد أنني مقاطعة لمهرجانات تونس أو اختفيت بعد أغنية «كلمتي حرّة»...عبثا أحاول أن أجد أي تفسير لهذا الوضع السخيف. لماذا يجبروننا على الشعور بأنه غير مرحب بنا في بلادنا؟».
وأمام هذا الاستياء الكبير والانزعاج الشديد اللذان عبرا عنهما كل من الفنان رياض الفهري والفنانة آمال المثلولي في مطالبة بمدّهما بحجج مقنعة لإلغاء عرضيها على ركح مهرجان قرطاج الدولي، التزمت وزارة الشؤون الثقافية الصمت ... وقد حاولت «المغرب» الاتصال بسلطة الإشراف للحصول على تفسير في سياق هذا الموضوع... لكن دون جدوى !